إستولى في نهايته على مصياف ثم توالت هجماته حتى إستولى على قلاعها، وانتصر عليهم إنتصاراً ساحقاً (?).
4 ـ إنتصار الإسلام على الوثنية: ليس من المبالغة القول إن عين جالوت شهدت معركة حاسمة على المستويات العسكرية، والسياسية والعقيدية والحضارية عموماً، لقد كان إنتصار المسلمين يعني إنتصار الإسلام على الوثنية، والتحضر على الجاهلية، والقيم على الإنفلات (?)، وفي معركة عين جالوت نشهد المعادلة الواضحة التي لا تمنح جوابها العادل إلا إذا تجمع طرفاها في تكافؤ مقابل، الأخذ بالأسباب، والإيمان الواثق العميق بالله، وبعدالة القضية التي يجاهد المسلمون من أجلها، وبدون تحقق هذا التقابل، فلن يكون نصر أو توفيق، ولن يحتاج الأمر إلى مزيد شواهد أو نقاش، فإن مجرى التاريخ الإسلامي الطويل يعرض علينا عشرات بل مئات وألوفاً من الشواهد على هذا الذي تعرضه علينا واقعة عين جالوت (?)، وهذه شهادة المؤرخ الإنجليزي المعاصر ستيفن رنسيمان في كتابه تاريخ الحروب الصليبية يقول: تعتبر معركة عين جالوت من أهم المعارك الحاسمة في التاريخ، ومن المحقق لو أن المغول عجلوا بإرسال جيش كبير عقب وقوع الكارثة لتيسير تعويض الهزيمة، غير أن أحكام التاريخ حالت دون نقض ما يتخذ في عين جالوت من قرار، فما أحرزه المماليك من إنتصار إنقذ الإسلام من أخطر تهديد تعرض له، فلو أن المغول توغلوا إلى داخل مصر لما بقي للمسلمين في العالم دولة كبيرة شرقي بلادي المغرب، ومع أن المسلمين في آسيا كانوا من وفرة العدد ما يمنع من إستئصال شأفتهم، فأنهم لم يعودوا يألفون العنصر الحاكم ولو إنتصر كتبغا المسيحي، لإزداد عطف المغول على المسيحيين، ولأصبح للمسيحيين في آسيا السلطة لأول مرة منذ سيادة المحن الكبيرة في العصر السابق عن الإسلام (?)، لقد كانت موقعة عين جالوت أول صدمة في الشرق لجيوش المغول وخاناتهم الذن ظن المعاصرون أنهم قوم لا يغلبون (?).
5 ـ حدث حاسم في تاريخ البشرية: إن إنتصار المسلمين في معركة عين جالوت وما أعقبه من طرد المغول نهائياً من بلاد الشام يعتبر بحق من الحوادث الحاسمة ليس في تاريخ