والهدايا ومفاتيح بوابات دمشق، وأظهروا الطاعة والخضوع له، وسلموا المدينة، وأمر هولاكو قاده كيتوبوقا إلى دمشق لإختبار أهلها، فاستقبله أهل المدينة وطلبوا منه الأمان، ثم أرسل أعيانهم إلى بلاط هولاكو وهكذا دخل المغول دمشق بلا حصار ولا قتال وولى عليها هولاكو جماعة من المغول وعين ثلاثة من أهلها لمساعدتهم في تصريف الأمور بها (?)، وأما قلعة دمشق فقد استعصت على المغول، ورفض من بداخلها التسليم لهم، وفي هذا الوقت وصل إلى دمشق الملك الأشرف صاحب حمص من عند هولاكو ومعه مرسوم بأن نائب السلطة لدمشق والشام كلها، وتم حصار القلعة وضربها بالمنجنيقات وخرب من القلعة مواضع وطلب من بداخلها الأمان، ودخلها المغول ونهبوا ما كان فيها من الكنوز والدفائن وأحرقوا مواضع كثيرة منها، وهدموا عدداً كبيراً من أبراجها، وأتلفوا سائر ما بها من الآلات والعدد (?).

ت ـ تسليم حماه: أما مدينة حماه فإن صاحبها الملك المنصور الثاني كان قد حضر إلى برزة ليتجهز مع الملك الناصر، فلما سمع أهل البلد في غيبته بأخذ حلب أرسلوا رسولاً من قبلهم إلى هولاكو، يسألونه العطف، وسلموا له البلد، فأعطاهم الأمان، وجعل عندهم شحنة من قبله، أما قلعة حماه فيبدو أن ما حل بحلب وأهلها وقلعتها من الأهوال فضلاً عن هروب الملك المنصور صاحبها قد دفع متوليها إلى المسارعة بالتسليم للمغول (?). وبعد أن تم للمغول السيطرة على حلب ودمشق وحماه، وغيرها من البلدان المجاورة، أصبح إستيلاءهم على بقية مدن الشام مسألة وقت، كان على القائد المغولي أن يختاره متى شاء، وذلك بسبب ما حل ببلاد الشام من الأهوال والفزع والخوف، فضلاً عن تفرق كلمة الأمراء الأيوبيين، ففي الأسابيع القليلة التالية، أتم القائد المغولي كيتوبوقا الذي أوكل إليه هولاكو مهمة إتمام الإستيلاء على بلاد الشام بعد عودته من حلب إلى مدينة مراغة للمشاركة في إنتخاب الخان الجديد (?)، السيطرة على بلاد الشام حيث توجه إلى نابلس، وحينما حاول أهلها المقاومة جرى قتل عدد كبير منهم، ثم أغارت جموع المغول على سائر بلاد الشام، حتى وصلت إلى أطراف غزة، وبيت جبريل، والصلت، وبعلبك وبانياس وغيرها، واستولوا عليها وقتلوا وسبوا ما قدروا عليه، ثم عادوا إلى دمشق، فباعوا بها ما غنموه من هذه المدن (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015