الشيعي، وإعداد الأمة لمقاومة الصليبيين، وكانت المحاور متداخلةمن حيث السير إلا أن تحرير بيت المقدس والقضاء على الصليبيين في معركة حطين لم يتم إلا بعد القضاء على الدولة الفاطمية سياسياً وعسكرياً وقد سبقها الانتصارات العقائدية والفكرية والثقافية والتاريخية والحضارية للمذهب السني.
إن الذين استطاعوا تحرير بيت المقدس وانتزاع المدن والقلاع والحصون من الصليبيين هم الذين تميزوا بمشروعهم الإسلامي الصحيح وعرفوا خطر المشاريع الباطنية الدخيلة فتصدوا لها بكل حزم وعزم.
وعلى كل من يتصدى لقيادة الأمة في المواقف السياسية والتصريحات الإعلامية عليه أن يدرس كتاب ربه وسنة نبيه وهدى الخلافة الراشدة وحركة التاريخ الإسلامي وحقيقة الصراع بين هذه المشاريع المتباينة، كي يساهموا في توعية الأمة، وإزالة الجهل عنها ومعرفة أعدائها.
إن ما يحدث في العراق ولبنان من صراع بين المشروع الصليبي والصهيوني والإيراني الشيعي وعدم التركيز والدعم المطلوب للمقاومة الإسلامية في العراق وفلسطين يبرهن على أن الكثير من القيادات السياسية والفكرية والشرعية والإعلامية غير مستوعبة لما حدث من صراع بين المشاريع في حركة التاريخ ويدل على ذلك ما حدث في لبنان صراع بين المشروع الإيراني الشيعي والمشروع الأمريكي الصهيوني حيث أهملت المقاومة الإسلامية العراقية السنية والمقاومة الإسلامية الفلسطينية إعلامياً وسياسياً ومادياً لصالح المشروع الإيراني الشيعي.
إن أية أمة تريد أن تنهض من كبوتها لابد أن تحرك ذاكرتها التاريخية لتستلخص منها الدروس والعبر والسنن في حاضرها وتستشرف مستقبلها، وإيجاد الكتب النافعة في هذا المجال من الضرورات في عالم الصراع والحوار والجدال والدعوة مع اليهود والنصارى والملاحدة والعلمانيين والمبتدعة .. إلخ وهذا يدخل ضمن سنة التدافع في الأفكار والعقائد، والثقافات والمناهج وهي تسبق التدافع السياسي والعسكري، فأي برنامج سياسي توسعي طموح يحتاج لعقائد، وأفكار وثقافة، تدفعه فالحرف هو الذي يلد السيف، واللسان هو الذي يلد السنان والكتب هي تلد الكتائب.
هذا وقد انتهيت من هذا الكتاب يوم الأربعاء الساعة الثانية عشر، وثماني دقائق من تاريخ 20 شعبان 1427هـ الموافق 13/ 09/2006 والفضل الله من قبل ومن بعد، وأساله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعل عملي لوجهه خالصاً ولعباده نافعاً ويشرح صدور العباد للانتفاع به ويبارك فيه بمنه وكرمه وجوده وأن يثيبني على كل حرف