وإذا تواكلت المقانب لم يزل

... بالثغر منَّا منسر وعظيم

وأن الكتيبة ما جمع فلم ينتشر، وأن الحظيرة النفر الذين يغزى بهم العشرة فمن دونهم، والنقيضة جماعة يغزى بهم ليسوا الجيش، وأن الأرعن الجيش الكثير الذي له رعن الجبل، والخميس الجيش العظيم، والجرار الذي لا يسير إلاَّ زحفًا لكثرته، والجرَّار أكثر ما يكون من الجيوش العظمى"1.

وقد وافقه في بعض ذلك ابن حجر، إلا أنه زاد "ما بين الخمسمائة إلى الثمانمائة يسمى هيضلة"2.

هذا وقد روى أبو داود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير الأصحاب أربعة، وخير السرايا أربعمائة، وخير الجيوش أربعة آلاف، وما هُزم قوم بلغوا اثنا عشر ألفًا من قلة" 3.

هذا وقد اختلف أهل العلم من أصحاب المغازي وغيرهم في عدد السرايا والبعوث التي بعثها النبي صلى الله عليه وسلم منذ إعلان الحرب على قريش حتى توفاه الله عزَّ وجلَّ فكانت عن ابن إسحاق في ذلك ثلاث روايات: رواية نقلها الطبري والمسعودي، ذكرا فيها عنه أن عددها كان خمسة وثلاثين سرية وبعثًا4، بينما ذكر ابن هشام في روايته عنه أنها كانت ثمانية وثلاثين بعثًا وسرية، أورد منها سبعة وعشرين فقط5.

أما ابن حجر فذكر أنه عدَّ ستًّا وثلاثين سرية وبعثًا6.

وكذلك الواقدي كانت عنه روايتان متقاربتان، حيث ذكر المسعودي،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015