لاستطلاع خبر رجل من جشم بن معاوية يقال له رفاعة بن قيس –أو قيس بن رفاعة- كان قد أقبل "في بطن عظيم من جشم حتى نزل بقومه ومن معه بالغابة، يريد أن يجمع قيسًا على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عبد لله بن أبي حدرد قد استعان برسول الله صلى الله عليه وسلم في صداق امرأة تزوجها وأصدقها مائتي درهم، فلم يجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعينه به، فلما أقبل هذا الرجل بقومه، استدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعثه ورجلين معه في هذه السرية، وفي الغابة تطورت المهمة وباجتهاد من أصحاب السرية من الاستطلاع إلى هجوم ليلي مكثف على حاضر القوم بعد قتل صاحبهم رفاعة بن قيس فنجحوا في ذلك وفر الأعراب بنسائهم وأطفالهم وما خف من أموالهم تاركين نَعَمًا كثيرة خلفهم1.
وساق الطبري الروايتين تحت عنوان (سرية وجهها رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعبان أميرها أبو قتادة) 2.
أما بقية أهل المغازي فمنهم من تابع ابن إسحاق3، ومنهم من تابع الواقدي4. وفرق بنهما ابن سيد الناس، فساق روايتي ابن إسحاق والواقدي في مكانين مختلفين من كتابه باعتبار أنهما سريتان منفصلتان5.
بينما جمع الشامي كعادته بين روايات أهل المغازي وأهل الحديث، واعتبرها حادثة واحدة6.
أما الحلبي فبعد أن ساق الروايتين ذكر أن البعض اعتبرها قصة واحدة، ثم علق على ذلك بقوله: "ولا يخفى أن السياق في كل يبعد كونهما واحدة"7.