فصل
الثاني من اعتراض الشلبي على قصة النبي - صلى الله عليه وسلم - مع موسى عليه الصلاة والسلام قوله: إنها تصور الله على غير ما هو معروف عنه من وفرة المنح ومن الكرم العظيم فهي تصوره ينقص الخمسين إلى خمس وأربعين ثم ينقصها في جولة أخرى إلى أربعين ثم إلى خمس وثلاثين, قال: ونحن نصرخ في وجه من يقول هذا القول بأن كرم الله تصوره آياته: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} و {من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسنا فيضاعفه له أضعافاً كثيرة} ولا يمكن إلا في خيال مادي أن تتم صورة المساومة التي وردت في الرواية فينقص الله خمس صلوات في كل مرة ثم ينقص خمسة أخرى أو عشرة, تعالى الله عن ذلك.
والجواب عن هذا من وجوه: أحدها أن يقال: إنه يجب على المسلم التسليم لما جاء عن الله تعالى وما ثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا يجوز الاعتراض على شيء مما جاء عن الله تعالى ولا على شيء مما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - , ومن اعترض على شيء من ذلك فلا شك أنه زائغ القلب فاسد العقيدة.