السماء السابعة مسنداً ظهره إلى البيت المعمور, وأخبر أيضاً أنه رأى البيت المعمور وأنه يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه, وأخبر أيضاً أنه رفع إلى سدرة المنتهى وأن نبقها مثل قلال هجر, وأن ورقها مثل آذان الفيلة, وأخبر أيضاً أنه رأى الجنة والنار وأنه أدخل الجنة فإذا فيها جبال اللؤلؤ وإذا ترابها المسك, وأخبر أيضاً أنه رأى مالكاً خازن النار فسلم عليه مالك, وأخبر أيضاً أنه عرج به حتى ظهر لمستوى يسمع فيه صريف الأقلام - أي أقلام القدر بما هو كائن - وأخبر أيضاً أن الله تعالى فرض عليه وعلى أمته خمسين صلاة في كل يوم وليلة فلما نزل وانتهى إلى موسى أشار عليه أن يرجع إلى ربه ويسأله التخفيف عنه وعن أمته, وأخبر أيضاً أنه لم يزل يتردد بين ربه وبين موسى حتى جعلها الله خمساً في العمل وخمسين في الأجر, وأخبر أيضاً أنه لما حانت الصلاة صلى بالأنبياء وأن ذلك كان في بيت المقدس فكل هذا قد أخبر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الأحاديث الثابتة عنه.
وقد تلقاه من سمعه من الصحابة رضي الله عنهم بالإيمان والتسليم, وكذلك كل من بلغه ذلك من الصحابة والتابعين وأتباعهم من المؤمنين إلى زماننا فكلهم تلقوه بالإيمان والتسليم, ولم يتوقف عن قبوله إلا أهل الشذوذ والمخالفة من