وأما الحديث الذي جاء فيه: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له» وقول المخرف إن الأنبياء من بني آدم وقد انقطع عملهم بوفاتهم إلا من هذه الأشياء الثلاثة.
فجوابه أن أقول: قد ذكرت قريباً في الرد على المخرف أن صلاة الأنبياء في البرزخ إنما هي من باب التلذذ بالصلاة التي قد جعلت قرة عين للنبي - صلى الله عليه وسلم - في الدنيا, وليس ذلك من باب التكليف الذي ينقطع بالموت.
وأما قوله: وعلى هذا فلا معنى لتصوير الأنبياء يصلون خلف الرسول.
فجوابه أن يقال: إن صلاة الأنبياء خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - في ليلة الإسراء من الأمور الواقعة التي يجب الإيمان بها, وقد جاء في ذلك أحاديث كثيرة قد تقدم ذكر بعضها والإشارة إلى ما لم يذكر منها وفيها أبلغ رد على من أنكر ذلك وزعم أنه لا معنى لصلاة الأنبياء خلف الرسول - صلى الله عليه وسلم - , ومن أنكر صلاة الأنبياء خلف الرسول - صلى الله عليه وسلم - , في ليلة الإسراء وزعم أنه لا معنى لذلك فإنما هو في الحقيقة يرد على النبي - صلى الله عليه وسلم - ويكذب خبره الصادق, وهذا مما