به الصلاة وقد يراد به الذكر في غير الصلاة, والأدلة على كل من النوعين كثيرة في الكتاب والسنة والذكر من أفضل الأعمال في الدنيا ومع هذا لم ينقطع هذا العمل عن أهل الجنة فكذلك صلاة الأنبياء وهم في البرزخ وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «حبب إلي من دنياكم: النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة» رواه الإمام أحمد والنسائي من حديث أنس رضي الله عنه. وإذا كانت الصلاة قرة عين النبي - صلى الله عليه وسلم - في الدنيا فلا يبعد أن تكون قد جعلت قرة عين للأنبياء في البرزخ وليس ذلك من باب التكليف الذي ينقطع بالموت وإنما هو من باب التلذذ بالذكر والأعمال الصالحة والله أعلم.

الوجه الثاني أن يقال: قد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه صلى بالأنبياء في بيت المقدس وثبت أنه رأى كلاً من إبراهيم وموسى وعيسى وهم يصلون, وثبت أنه مر على موسى وهو قائم يصلي في قبره, فيجب الإيمان بما أخبر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومقابلة كل ما ثبت عنه بالقبول والتسليم سواء ظهرت لنا الحكمة في ذلك أو لم تظهر, ولا يجوز الاعتراض على أخباره - صلى الله عليه وسلم - ولا مقابلتها بالرد والإنكار والتشكيك فإن هذا من أفعال الزنادقة والملحدين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015