الآية صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العصر ودعا تميماً وعدياً فاستحلفهما عند المنبر بالله الذي لا إله إلا هو أنهما لم يختانا شيئاً

مما دفع إليهما فحلفا على ذلك وخلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سبيلهما، ثم وجد الإناء في أيديهما، فبلغ ذلك بني سهم فأتوهما في ذلك فقالا: إنا كنا قد اشتريناه منه فقالوا: ألم تزعما أنّ صاحبنا لم يبع شيئاً من متاعه؟ قالا: لم يكن عندنا بينة وكرهنا أن نقر لكم فكتمنا لذلك فرفعوهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت فإن عثر فقام عمرو بن العاص والمطلب بن أبي رفاعة السهميان وحلفا وتقدّم أنّ تخصيص الحلف في الآية باثنين من أقرب الورثة لخصوص الواقعة التي نزلت لها.f

{ذلك} أي: الحكم المذكور من ردّ اليمين على الورثة {أدنى} أي: أقرب {أن} أي: إلى أن {يأتوا} أي: الذين شهدوا أوّلاً {بالشهادة} أي: الواقعة في نفس الأمر {على وجهها} أي: الذي تحملوها عليه من غير تحريف ولا خيانة {أو} أقرب إلى أن {يخافوا أن تردّ أيمان بعد أيمانهم} أي: على الورثة المدعين فيحلفون على خيانتهم وكذبهم فيفتضحون ويغرمون فلا يكذبوا وإنما جمع الضمير؛ لأنه حكم يعم الشهود كلهم {واتقوا الله} بترك الخيانة والكذب {واسمعوا} ما تؤمرون به سماع قبول {وا لا يهدي القوم الفاسقين} أي: الخارجين عن طاعته لا يهديهم إلى حجة أو إلى طريق الجنة.

وقوله تعالى:

{يوم يجمع الله الرسل} أي: يوم القيامة منصوب بإضمار اذكر. وقيل: بدل من مفعول واتقوا بدل اشتمال {فيقول} لهم توبيخاً لقومهم كما أنّ سؤال الموءودة لتوبيخ الوائد {ماذا} أي: الذي {أجبتم} به حين دعوتم إلى التوحيد {قالوا لا علم لنا} أي: لا علم لنا بما أنت تعلمه {إنك أنت علام الغيوب} فتعلم ما أجابونا وأظهروا لنا وما لم نعلم مما أضمروا في قلوبهم وقوله تعالى:

{إذ قال الله يا عيسى بن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك} أي: اشكرها منصوب بإضمار اذكر، وقيل: بدل من يوم يجمع وهو على طريقة: ونادى أصحاب الجنة، والمعنى أنه تعالى يوبخ الكفرة يومئذٍ بسؤال الرسل عن إجابتهم وتعديد ما أظهروا عليهم من الآيات فكذبتهم طائفة وسموهم سحرة وغلا آخرون فاتخذوهم آلهة وقوله تعالى: {إذ أيدتك} أي: قوّيتك ظرف لنعمتي أو حال منه {بروح القدس} أي: جبريل عليه السلام فكان له في الصغر حفظ لم يكن لغيره وقوله تعالى:

{تكلم الناس} حال من الكاف في أيدتك {في المهد} أي: طفلاً {وكهلاً} أي: تكلمهم في الطفولية والكهولة على السواء والمعنى: إلحاق حاله في الطفولية بحال الكهول في كمال العقل والتكلم به، وبه استدل على أنه ينزل قبل الساعة؛ لأنه رفع قبل الكهولة كما سبق في آل عمران {وإذ علمتك الكتاب} أي: الخط الذي هو مبدأ العلم {والحكمة} أي: الفهم لحقائق الأشياء والعمل بما يدعو إليه العلم {والتوراة} أي: المنزلة على موسى صلى الله عليه وسلم {والإنجيل} أي: المنزل عليك {وإذ تخلق من الطين} أي: هذا الجنس {كهيئة} أي: كصورة {الطير} والكاف اسم بمعنى مثل مفعول {بإذني} أي: بأمري {فتنفخ فيها} أي: في الصورة المهيأة {فتكون} تلك الصورة التي هيأتها {طيراً بإذني} أي: بإرادتي، وقرأ نافع بالمدّ بعد الطاء وبعد الألف همزة مكسورة وورش يرقق الراء على أصله والباقون بياء ساكنة بعد الطاء {وتبرىء الأكمه والأبرص بإذني} وسبق تفسيرهما في سورة آل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015