قاله صلى الله عليه وسلم تواضعاً وهضماً لنفسه وتعليماً لأمته قال العلقمي أوعد فوات الكمال وترك الأولى ذنوباً (اللهم اغفر لي ما قدمت) أي قبل هذا الوقت (وما أخرت) عنه (وما أسررت وما أعلنت) أي أخفيت وأظهرت أو ما حدثت به نفسي وما تحرك به لساني (أنت المقدم) بعض العباد إليك بالتوفيق لما ترضاه (وأنت المؤخر) بخذلان بعضهم عن التوفيق (وأنت على كل شيء قدير) أي أنت الفعال لكل ما تشاء وقدير فعيل بمعنى فاعل (ق) عن أبي موسى الأشعري
• (اللهم أنت خلقت نفسي وأنت توفاها) أي تتوفاها (لك مماتها ومحياها) أي أنت المالك لإحيائها ولإماتتها أي وقت شئت لا مالك لها غيرك (أن أحييتها فاحفظها) أي صنها عن الوقوع فيما لا يرضيك (وإن أمتها فاغفر لها) أي ذنوبها فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت
• (اللهم إني أسألك العافية) أي أطلب منك السلامة في الدين من الافتتان وكيد الشيطان والدنيا من الآلام والأسقام (م) عن ابن عمر بن الخطاب
• (ألبان البقر شفاء) أي من الأمراض السوداوية والغم والوسواس (وسمنها دواء) قال المناوي فإنه ترياق السموم المشروبة وإنما كان كذلك لأنها ترم من كل الشجر كما جاء في الخبر فتأكل الضار والنافع فانصرف الضار إلى لحمها والنافع إلى لبنها قال العلقمي وأجودها يكون لحين يحلب وأجوده ما اشتد بياضه وطاب ريحه ولذ طعمه وحلب من حيوان فتى صحيح معتدل اللحم محمود المرعى والمشرب وهو محمود يولد دما جيداً ويرطب البدن اليابس ويغذو غذاء حسناً وإذا شرب مع العسل أنقى القروح الباطنة من الأخلاط المعفنة وشربه مع السكر يحسن اللون جداً والحليب يتدارك ضرر الجماع ويوافق الصدر والرئة جيد لأصحاب السل ولبن البقر يغذو البدن وينعشه ويطلق الباطن باعتدال وهو من أعدل الألبان وأفضلها بين لبن الضأن ولبن المعز في الرقة والدسم والإكثار من اللبن يضر باللسان واللثة ولذلك ينبغي أن يتمضمض بعده بالماء وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم ... شرب لبناً ثم دعا بماء فتمضمض وقال أن له دسماً ولبن الضأن أغلظ الألبان وأرطبها يولد فضولاً بلغمية ويحدث في الجلد بياضاً إذا ادمن استعماله ولذلك ينبغي أن يشاب هذا اللبن بالماء ليدفع ضرره عن البدن قال شيخنا وأخرج ابن عساكر عن قطر بن عبد الله أنه قال رأيت عبد الله بن الزبير وهو يواصل من الجمعة إلى الجمعة فإذا كان عند إفطاره دعا بقعب من سمن ثم يأمر بلبن فيحلب عليه ثم يدعو بشيء من صبر فيذره عليه فأما اللبن فيعصمه وأما السمن فيقطع عنه العطش وأما الصبر فيفتق أمعاءه اهـ ثم قال السمن حار رطب في الأولى منضج محلل يلين الحلق والصدر وينضج فضلاته وخصوصاً بالعسل واللوز وهو ترياق السموم المشروبة قاله في الموجز وقال ابن القيم ذكر جالينوس أنه أبرأ ب من الأورام الحادثة في الأذن وفي الأرنبة وأما سمن البقر والمعز فإنه إذا شرب ينفع من شرب السم القاتل ومن لدغ الحيات والعقارب