والتعادي أو العداوة استعاذة منه صلى الله عليه وسلم لأنه يؤدي إلى المقاطعة والمهاجرة (والنفاق) أي النفاق العملي أو الحقيقي الذي هو ستر الكفر وإظهار الإسلام (وسوء الأخلاق) استعاذ منه صلى الله عليه وسلم لما يترتب عليه من المفاسد الدينية والدنيوية وذلك أن صاحبه لا يخرج من ذنب إلا وقع في ذنب (د ن) عن أبي هريرة

• (اللهم إني أعوذ بك من البرص والجنون والجذام) استعاذ منها صلى الله عليه وسلم إظهار للافتقار وتعليماً لأمته (ومن سيء الأسقام) أي الأسقام السيئة أي الوديئة كالسل والاستسقاء وذات الجنب ونص على هذه الثلاثة مع دخولها في الأسقام لكونها أبغض شيء إلى العرب (حم د ن) عن أنس

• (اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة من البركة) أي الدنيوية والأخروية (حم ق) عن أنس

• (اللهم رب الناس مذهب الباس) أي شدة المرض (اشف أنت الشافي) أي المداوي من المرض لا غيرك (لا شافي إلا أنت شفاء) شفاء مصدر منصوب باشف ويجوز رفعه على أنه خبر مبتدأ محذوف أي هو (لا يغادر) بالغين المعجمة أي لا يترك وفائدة التقييد بذلك أنه قد يحصل الشفاء من ذلك المرض يخلفه مرض آخر (سقماً) بضم فسكون وبفتحتين أي مرضاً وقد استشكل الدعاء للمريض بالشفاء مع ما في المرض من كفارة وثواب كما تظافرت الأحاديث بذلك والجواب أن الدعاء عبادة ولا ينافي الثواب والكفارة لانهما يحصلان بأول المرض والصبر عليه والداعي بين حسنيين أما أن يحصل له مقصوده أو يعوّض عنه بجلب نفع أو دفع ضرر وكل ذلك من فضل الله تعالى (حم ق 3) عن أنس بن مالك

• (اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة) يعني الصحة والعفاف والكفاف والتوفيق (وفي الآخرة حسنة) يعني الثواب والرحمة (وقنا) أي بعفوك ومغفرتك (عذاب النار) أي العذاب الذي استوجبناه بسوء أعمالنا وقال العلقمي قال شيخ شيوخنا اختلفت عبارات السلف في تفسير الحسنة فقيل هي العلم والعبادة في الدنيا وقيل الرزق الطيب والعلم النافع وفي الآخرة الجنة وقيل هي العافية في الدنيا والآخرة وقيل الزوجة الصالحة وقيل حسنة الدنيا الرزق الحلال الواسع والعمل الصالح وحسنة الآخرة المغفرة والثواب وقيل حسنة الدنيا العلم والعمل به وحسنة الآخرة تيسير الحساب ودخول الجنة وقيل من آتاه الله الإسلام والقرآن والأهل والمال والولد فقد آتاه في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ونقل الثعلبي عن سلف الصوفية أقوالاً أخرى متغايرة اللفظ متوافقة المعنى حاصلها السلامة في الدنيا والآخرة واقتصر في الكشاف على ما نقله الثعلبي على أنها في الدنيا المرأة الصالحة وفي الآخرة الحوراء وعذاب النار المرأة السوء وقال الشيخ عماد الدين بن كثير الحسنة في الدنيا تشمل كل مطلوب دنيوي من عافية ودار رحبة وزوجة حسنة وولد بار ورزق واسع وعلم نافع وعمل صالح ومركب هنيء وثناء جميل إلى غير ذلك وأنها كلها مندرجة في الحسنة في الدنيا وأما الحسنة في الآخرة فأعلاها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015