عليهما قال العلقمي المحبة أصلها الميل إلى ما يوافق المحب ولكن هو في حق من يصح منه الميل والانتفاع بالرفق وهي درجة المخلوق وأما الخالق تعالى فمنزه عن الإغراض فمحبته لعبده تمكنه من سعادته وعصمته وتوفيقه وتهيئة أسباب القرب إليه وإضافة رحمته إليه وقصواها كشف الحجب عن قلبه حتى يراه بقلبه وينظر إليه ببصيرته ولسانه الذي ينطق به والخلة أعلى وأفضل من المحبة قال ابن القيم وأما ما يظنه بعض الغالطين من أن المحبة أكمل من الخلة وأن إبراهيم خليل الله ومحمدًا حبيب الله فمن جهله فإن المحبة عامة والخلة خاصة وهي نهاية المحبة وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله اتخذه خليلاً ونفي أن يكون له خليل غير ربه مع إخباره بحبه لعائشة ولأبيها ولعمر بن الخطاب وغيرهم وأيضًا فإن الله تعالى يحب التوابين ويحب المتطهرين ويحب الصابرين وخلته خاصة بالخليلين وبسط الكلام على ذلك ثم قال وإنما هذا من قلة الفهم والعلم عن الله تعالى ورسوله وقال الزركشي في شرح البردة زعم بعضهم أن المحبة أفضل من الخلة وقال محمد حبيب الله وإبراهيم خليل الله وضعف بأن الخلة خاصة وهي توحيد المحب والمحبة عامة قال الله تعالى أن الله يحب التوابين قال وقد صح أن الله تعالى اتخذ نبينا خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً اهـ وقال المناوي قال ابن عربي سمي خليلاً لتخلله الصفات الإلهية أي دخوله حضراتها وقيامه بمظهرياتها واستيعابه آياتها بحيث لا يشذ شيء منها عنه قال الشاعر:
قد تخللت مسلك الروح مني ... وبه سمي الخليل خليلاً
أي دخلت من حيث محبتك جميع مسالك روحي من القوى والأعضاء بحيث لم يبق شيء منها لم يصل إليه وبسبب هذا التخلل سمي الخليل خليلاً وهذا كما يتخلل اللون الذي هو عرض المتلون الذي هو جوهر حل فيه ذلك العرض حلول السريان والخليل من الأرض المضموم الذي كشف الغطاء عنه حتى لا يعقل سواه (هب) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف (اتخذوا) ندبًا (السراويلات) التي ليست طويلة ولا واسعة فإنها مكروهة كما في حديث أبي هريرة قال العلقمي ولبس صلى الله عليه وسلم السراويل بل ورد عن أبي هريرة قلت يا رسول الله وإنك لتلبس السراويل قال أجل في السفر والحضر والليل والنهار فإني أمرت بالستر فلم أجد شيئًا استر منه والسراويل معرب يذكر ويؤنث وبالنون بدل اللازم وبالمعجمة بدل المهملة ومصروفة وغير مصروفة قال الأزهري السراويل أعجمية عربت وجاء السراويل على لفظ الجماعة وهي واحدة وقد سممعت غير واحد من الأعراب يقول سروال وإذا قالوا سراويل انثوا اهـ قال في المصباح والجمهوران السراويل أعجمية وقيل عربية جمع سروالة تقديرًا والجمع سراويلات (فإنها من أستر ثيابكم) أي من أكثرها سترة أو هي أكثرها سترة ومن زائدة وذلك لسترها للعورة التي يسوء صاحبها كشفها (وحسنوا بها نساءكم إذا خرجن) قال العلقمي قال الجوهري