الصغير والله أسأل أن يجعله خالصًا لوجهه الكريم وسببًا للفوز بجنات النعيم ويختم لكاتبه بخير آمين آمين (بسم الله الرحمن الرحيم) أي ابتدأ وافتتح أو أولف وهذا أولى إذ كل فاعل يبدأ في فعله ببسم الله يضمر ما جعل التسمية مبدأ له كما أن المسافر إذا حل أو ارتحل فقال بسم الله كان المعنى بسم الله ارتحل والاسم مشتق من السمو وهو العلوّ وقيل من الوسم وهي العلامة والله علم على الذات الواجب الوجود المستحق بجميع المحامد لم يتسم به سواه تسمى به قبل أن يسمى وأنزله على آدم في جملة الأسماء قال تعالى هل تعلم له سميا وهو عربي عند الأكثر وعند المحققين أنه اسم الله الأعظم وقد ذكر في القرآن العزيز في ألفين وثلثمائة وستين موضعًا والرحمن الرحيم صفتان مشبهتان بنيتا للمبالغة من مصدر رحم والرحمن أبلغ من الرحيم لأن زيادة البنا تدل على زيادة المعنى كما في قطع بالتخفيف وقطع بالتشديد ولقولهم رحمن الدنيا ورحيم الآخرة وقيل رحيم الدنيا والرحمة رقة القلب تقتضي التفضل والأنعام وذلك غايتها وأسماء الله تعالى المأخوذة من نحو ذلك إنما تؤخذ باعتبار الغاية لا المبدء (فائدة) قال النسفي في تفسيره قيل الكتب المنزلة من السماء إلى الدنيا مائة وأربعة صحف شيث ستون وصحف إبراهيم ثلاثون وصحف موسى قبل التوراة عشرة والتوراة والإنجيل والزبور والفرقان ومعاني كل الكتب مجموعة في القرآن ومعاني القرآن مجموعة في الفاتحة ومعاني الفاتحة مجموعة في البسملة ومعاني البسملة مجموعة في بائها ومعناها بي كان ما كان وبي يكون ما يكون (الحمد لله) بدأ بالبسملة وبالحمدلة اقتداء بالكتاب العزيز وعملاً بخبر كل أمر ذي بال أي حال يهتم به شرعًا لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع أي ناقص غير تام فيكون قليل البركة وفي رواية لأبي داود بالحمد لله وجمع المؤلف رحمه الله رحمه الله تعالى بين الإبتدائين عملاً بالروايتين وإشارة إلى أنه لا تعارض بينهما إذ لإبتداء حقيقي وإضافي فالحقيقي حصل بالبسملة والإضافي بالحمدلة لأنه يمتد إلى الشروع في المقصود وجملة أحمد خبرية لفظاً إنشائية معنى لحصول الحمد بالتكلم بها مع الإذعان لمداولها ويجوز أن تكون موضوعة شرعًا للإنشا والحمد مختصر بالله تعالى كما أفادته الجملة سواء جعلت ال فيه للاستغراق كما عليه الجمهور وهو ظاهر أم للجنس كما عليه الزمخشري لأن لام لله للاختصاص فلا فرد منه لغيره تعالى وإلا فلا اختصاص لتحقيق الجنس في الفرد الثابت لغيره أم للعهد كالتي في قوله تعالى إذ هما في الغار كما نقله ابن عبد السلام وأجازه الواحدي على معنى أن الحمد الذي حمد الله به نفسه وحمده به أنبياؤه وأولياؤه مختص به والعبرة بحمد من ذكر فلا فرد منه لغيره وأولى الثلاثة الجنس لأن الجنس هو المتبادر الشائع لاسيما في المصادر وعند خفاء القرائن والحمد أي اللفظي لغة الثناء باللسان على الجميل الاختياري على جهة التبجيل سواء تعلق بالفضائل أم بالفواضل فدخل في الثناء الحمد وغيره وخرج باللسان على الجميل غير الجميل أن قلنا برأي ابن عبد السلام أن الثناء حقيقة في الخير والشر وإن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015