فليقبل المؤمن هذا وأمثاله ويعتقد بإيمانه أنه ليس للعقل في مثل هذا سبيل (اقرؤا الزهراوين) أي انليرين سميتا به لكثرة نور الأحكام الشرعية والأسماء الإلهية فيهما أو لهدايتهما وعظم أجرهما لقارئهما (البقرة وآل عمران) بدل من الزهراوين (فإنهما يأتيان) أي ثوابهما (يوم القيامة كأنهما غمامتان) أي سحابتان تظلان قارئهما من حر الموقف (أو غيايتان) بفتح الغين المعجمة وتخفيف المثناتين التحتيتين قال في النهاية الغيابة كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه من سحابة وغيرها وقال المناوي وهي ما أظل الإنسان فوقه وأراد به ماله صفاء وضوء إذا الغياية ضوء شعاع الشمس (أو كأنهما فرقان) بكسر الفاء وسكون الراء أي قطيعان أي طائفتان (من طير صواف) أي باسطات أجنحتها متصلاً بعضها ببعض والمراد أنهما يقيان قارئهما من حر الموقف وليست أو للشك ولا للتخيير في تشبيه السورتين ولا للتروية بل للتنويع وتقسيم القارئين فالأول لمن يقرأهما ولا يفهم المعنى والثاني للجامع بين التلاوة ودراية المعنى والثالث لمن ضم إليها التعليم والإرشاد (يحاجان عن أصحابها) أي يدفعان عنه الجحيم أو الزبانية (اقرؤا سورة البقرة) قال المناوي عمم أولا وعلق به الشفاعة ثم خص الزهراوين وعلق بهما النجاة من كرب القيامة والمحاجة ثم أفرد البقرة وعلق بها المعاني الثلاثة الآتية إيماء إلى أن لكل خاصية يعرفها الشارع (فإن أخذها) أي المواظبة على قراءتها والعمل بها (بركة) أي زيادة ونماء (وتركها حسرة) أي تأسف وتلهف على ما فاته من الثواب (ولا تستطيعها البطلة) بفتح الباء والطاء المهملة أي السحرة لزيغهم عن الحق وأنهما كهم في الباطل وأهل البطالة الذين لم يوفقوا لذلك (حم م) عن أبي إمامة الباهلي

• (اقرؤا القرآن واعملوا به) أي بامتثال أوامره واجتناب نواهيه (ولا تجفوا عنه) أي تبعدوا عن تلاوته وتقصروا فيها (ولا تغلوا فيه) بفتح المثناة الفوقية وسكون الغين المعجمة أي لا تتعدوا حدوده من حيث لفظه أو معناه أو لا تبذلوا جهدكم في قراءته وتتركوا غيره من العبادات قال المناوي والجفا عنه التقصير والغلو التعمق فيه (ولا تأكلوا به) أي لا تجعلوه سببًا للأكل (ولا تستكثروا به) أي لا تجعلوه سببًا للاستكثار من الدنيا (حم ع طب هب) عن عبد الرحمن بن شبل الأنصاري ورجاله ثقات

• (اقرؤا القرآن بلحون العرب) قال العلقمي قال في النهاية اللحون والألحان جمع لحن وهو التطريب وتحسين القراءة (وأصواتها) أي ترنماتها الحسنة التي لا يختل معها شيء من الحروف عن مخرجه لأن ذلك يضاعف النشاط (وإياكم ولحون أهل الكتابين) أي التورات والإنجيل وهم اليهود والنصارى (وأهل الفسق) أي من المسلمين الذين يخرجون القرآن عن موضوعه بالتمطيط بحيث يزيد أو ينقص حرفًا فإنه حرام إجماعًا قال العلقمي والذي يتحصل من الأدلة أن حسن الصوت بالقراءة مطلوب فإن لم يكن حسنًا فليحسنه ما استطاع (فإنه سيجيء بعدي قوم يرجعون) بالتشديد أي يرددون أصواتهم (بالقرآن ترجيع الغناء) أي يفاوتون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015