لأنه ثبت أنه عليه السلام واظب على التغليس حتى فارق الدنيا كما في أبي داود ورواته عن آخرهم ثقات وروى البغوي في شرح السنة من حديث معاذ قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمين فقال إذا كنت في الشتاء فغلس بالفجر وأطل القراءة قدر ما يطيق الناس ولا تملهم وإذا كنت في الصيف فأسفر بالفجر فإن الليل قصير والناس ينامون فأمهلهم حتى يدركوك اهـ ولو قيل بهذا التفصيل لم يبعد لكن لم نر من قال به وبه يجمع بين الأحاديث فالتغليس محمول على الشتاء والإسفار على الصيف (ت ن حب) عن رافع بن خديج وهو حديث صحيح (أسلم ثم قاتل) بفتح الهمزة وكسر اللام قال العلقمي وسببه كما في البخاري أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل مقنع بالحديد بضم الميم وفتح القاف مشدداً وهو كناية عن تغطية الوجه بآلة الحرب فقال يا رسول الله أقاتل ثم أسلم قال أسلم ثم قاتل فأسلم ثم قاتل فقتل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عمل قليلاً وأجر ببناء أجر للمفعول أن أجر أجراً كبيراً وفي هذا الحديث أن الأجر الكثير قد يحصل بالعمل اليسير فضلاً من الله وإحساناً (خ) عن البراء بن عازب (أسلم وإن كنت كارهاً) قال المناوي خاطب به من قال إني أخدني كارهاً للإسلام (حم ع) والضيا المقدسي (عن أنس) بن مالك ورجاله رجال الصحيح (اسلم) بفتح الهمزة واللام ويقال بنو أسلم وهم بطن من خزاعة (سالمها الله) من المسالمة وترك الحرب قيل هو دعاء وقيل هو خبر أو مأخوذ من سالمته إذا لم ترمنه مكروهاً فكأنه دعاء لهم بأن يصنع الله لهم ما يوافقهم ويكون سالمها بمعنى سلمها وقد جاء فاعل بمعنى فعل كقاتله الله أي قتله وسببه كما نقله العلامة الشامي عن ابن سعد قال قدم عمر بن الأقصى بفتح الهمزة وسكون الفاء بعدها مهملة مقصوراً في عصابة أي جماعة من أسلم فقالوا قد آمنا بالله ورسوله وأتبعنا منهاجك فاجعل لنا عندك منزلة تعرف العرب فضيلتنا فإنا أخوة الأنصار ولك علينا الوفاء والنصر في الشدة والرخاء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره (وغفار) بكسر الغين المعجمة وتخفيف الفاء هو أبو قبيلة من كنانة (غفر الله لها) هو لفظ خبر يراد به الدعاء ويحتمل أن يكون خبراً على بابه (أما والله) بفتح الهمزة والميم (ما أنا قلته) أي من تلقاء نفسي (ولكن الله قاله) تأي وأمرني بتبليغه فاعرفوا لهم حقهم (حم طب ك) عن سلمة بن الأكوع (م) عن أبي هريرة (أسلم سالمها الله وغفار غفر الله لها وتجيب) بضم المثناة الفوقية وفتحها وكسر الجيم وسكون التحتية وموحدة (أجابوا الله) أي بانقيادهم إلى الإسلام من غير توقف قال العلقمي قال العلامة محمد الشامي قدم وفد تجيب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم ثلاثة عشر رجلاً وساقوا معهم صدقات أموالهم التي فرضها الله عز وجل فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم وأكرم منزلتهم وقالوا يا رسول الله سقنا إليك حق الله عز وجل في أموالنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ردوها قسموها على فقرائكم يا رسول الله ما قدمنا عليك إلا بما فضل من فقرائنا