الأكثر ومنهم الزهري راوي الخبر وقال أبو داود الطيالسي لا يعاقب في الدنيا بذنب فيعاقب به في الآخرة وجملة غيره على غير ذلك قلت إن أراد قائل هذا إن عموم الحديث يتناول هذا فيمكن وإلا فسبب الحديث يأبى ذلك قيل المراد بالمؤمن في هذا الحديث الكامل الذي أوقفته معرفته على غوامض الأمور حتى صار بحذر مما سيقع وأما المؤمن المغفل فقد يلدغ مرارًا من حجلا زاد في رواية الكشميهني والسرخسي وأحمد ووقع في بعض النسخ حجر حية وهي زيادة شاذة قال ابن بطال وفيه أدب شريف أدب به النبي صلى الله عليه وسلم أمته ونبههن كيف يحذرون مما يخافون سوء عاقبته اهـ وقال المناوي هو تمثيل أي المؤمن الكامل يندم على خطيئته ويأخذه القلق ويتلوى كاللديغ بخلاف المؤمن المخلط فإنه يلدغ مرات (حم ق د هـ) عن أبي هريرة (حم هـ) عن ابن عمر. (لا يمس القرآن إلا طاهرًا) أي لا يجوز مسه إلا على طهر من الحدثين (طب) عن ابن عمر وإسناده صحيح. (لا يؤمن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى) قال العلقمي قال العلماء هو تحذير من القنوط وحث على الرجاء عند الخاتمة ومعنى إحسان الظن بالله تعالى أن يظن أنه يرحمه ويعفو عنه قالوا وفي حال الصحة يكون خائفًا راجيًا ويكونان سواء وقيل يكون أرجح فإذا دنت إمارات الموت غلب الرجاء أو محضه لأن مقصود الخوف الانكفاف عن المعاصي والقبائح والحرص على الإكثار من الطاعات وصالح الأعمال وقد نعذر ذلك أو معظمه في هذا الحال فاستحب إحسان الظن المتضمن للافتقار إلى الله تعالى والإذعان له ويؤيده حديث يبعث كل عبد على ما مات عليه قال العلماء معناه يبعث على الحال التي مات عليها ومثله حديث ثم بعثوا على نياتهم قال شيخنا قال الطيبي نهي أن يموتوا على غير حالة حسن الظن وليس بمقدور لهم بل المراد بتحسين الظن ليوافي الموت عليه اهـ ونظيره ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون قال المناوي وذا قاله قبل موته بثلاث صلى الله عليه وسلم (حم م د هـ) عن جابر بن عبد الله.
(يأتي على الناس زمان الصابر) قال المناوي كذا يخط المؤلف وفي نسخ القابض (فيهم على دينه كالقابض على الجمر (ت) عن أنس. (يأتي على الناس زمان يكون المؤمن فيه أذل من شأنه) قال المناوي أي مقهورًا مغلوبًا عليه فهو مبالغة في كمال الذل (ابن عساكر عن أنس. (يؤجر الرجل في نفقته كلها إلا في التراب) قال المناوي أي في نفقته في البنيان الذي لم يقصد به وجه الله وقد زاد على الحاجة (ت) عن خباب بن الإرث وإسناده صحيح. (يؤم القوم أقرؤهم للقرآن) قال المناوي خبر بمعنى الأمر وكان الأقرأ إذا ذاك أفقه (حم) عن أنس بن مالك وإسناده صحيح. (يبصر أحدكم القذى) قال العلقمي جمع قذاه وهو ما يقع في العين والماء والشراب من تراب أو تبن أو وسخ أو غير ذلك (في عين أخيه) في الدين (وينسى الجذع) واحد جذوع النخل (في عينه) قال المناوي مثل