نوع المال الذي دعا صلى الله عليه وسلم بالكثرة منه على من لم يؤمن به

وأما المال الذي دعا بالكثرة منه على من لم يُؤمن به، وكذا الذي دعا بالتقلُّل منه لمحبِّيه، فهو المباين لما تقدَّم بكل طريق في الحقوق الواجبة، وكذا المستحبة، بل هو المعنيُّ بقوله - صلى الله عليه وسلم -: «وربَّ متخوضٍ في مال الله -عزَّ وجل- ورسوله - صلى الله عليه وسلم -؛ له النار يوم القيامة» (?) .

ولو اتفق صدور صِلةٍ أو نحوها من الكافر فيه كان حظه منه ما خُوِّل فيه من صحَّةٍ، ومالٍ، وشبههما.

وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة» (?) .

وقال -أيضاً-: «يأتي على الناس زمان لا يبالي المرء بمَ أخذ المال، أمِن حلالٍ أم من حرام» (?) .

وإلى قريب من هذا الجواب أشار شيخُنا رحمه الله، فإنه قال في «فتح الباري» (?) : «فإن قيل: كيف دعا لأنس، وهو خادمه بما كرهه لغيره؟! فيحتمل أن يكون مع دعائه له بذلك قرنه بأن لا يناله من قِبَل ذلك ضررٌ، لأن المعنى في كراهية اجتماع المال والولد إنما هو لما يُخشى في ذلك من الفتنة بهما، والفتنة لا تُؤمن معها الهلكة» انتهى كلام شيخِنا.

ويتأيّد بقول أنس -رضي الله عنه-: «أنه - صلى الله عليه وسلم - ما ترك خير آخرةٍ ولا دنيا إلا دعا له به» (?) .

وإلى الفرق بين المالين -الذين أحدهما: وبالٌ، والآخر: نوالٌ- أشار - صلى الله عليه وسلم -

طور بواسطة نورين ميديا © 2015