آيات الله تعالى، وأحاديث نبيه - صلى الله عليه وسلم -، فإذا خالف عقلهم حديثًا صحيحًا، فسرعان ما يردونه، ولو أجمعت الأمة على صحته، وأما إذا كان النص آية فسرعان ما يؤولونها بتأويلات باطلة، تدل على ضعف عقولهم وفساد فهمهم، بل قال سفيههم: لو سمعت هذا الحديث من رسول الله لما صدقته، والعياذ بالله.
والطائفة التي تؤمن بهذه القاعدة، ينعدم عندهم العلم، ويصبح دينهم وسبيلهم فكرهم، فتقسو قلوبهم، وتقل ديانتهم، ولذلك تجدهم يتقربون إلى الله تعالى بجلد أئمة الإسلام، وإكراههم على معتقداتهم الفاسدة، وفلسفتهم الدخيلة، فقتلوا أحمد بن نصر، وجلدوا أحمد ـ رحمه الله ـ وغيره، وسجنوا عباد الله ظلمًا وجورًا، وهؤلاء هم المعتزلة، وأذنابهم في كل عصر ومصر، وقانا الله وإياكم شرهم وشر عقولهم وفلسفتهم.
ولقد أدرك الصحابة رضوان الله عليهم هذه القاعدة العظيمة "إذا صح النقل شهد العقل"، فآمنوا بها، والتزموا بمقتضاها، فقد روى البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَلاةَ الصُّبْحِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: بَيْنَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً إِذْ رَكِبَهَا فَضَرَبَهَا فَقَالَتْ إِنَّا لَمْ نُخْلَقْ لِهَذَا، إِنَّمَا خُلِقْنَا لِلْحَرْثِ، فَقَالَ النَّاسُ سُبْحَانَ اللَّهِ بَقَرَةٌ تَكَلَّمُ، فَقَالَ: فَإِنِّى أُومِنُ بِهَذَا أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ـ وَمَا هُمَا ثَمَّ" أي وليسا موجودين، يسمعان القصة.