وهل يمكن الانتهاء منها؟ وهل تضمن لنا صحة هذا الضابط وعدم الاختلاف فيه؟

قبل الإجابة عن هذه الأسئلة نحب أن نقول:

أرأيت لو أن أمام قوم أكثر من سبعين طريقًا، ليس فيه طريق سالك مأمون إلا واحدًا، فعبرت كل فرقة من طريق، فهلكوا جميعًا إلا طائفة نجت من الطريق الأول، فهل من رجل في رأسه ذرة من عقل، أو مُسكَة من تفكير، يسلك غير الطريق الأول؟

إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبرنا أن أمة الإسلام تفترق على ثلاث وسبعين فرقة، كل هذه الفرق مخطئة بل وضالة، إلا طائفة واحدة، هي الصحابة رضوان الله عليهم، ومن سار على دربهم، وسلك سبيلهم.

"وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِى عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً كُلُّهُمْ فِى النَّارِ إِلاَّ مِلَّةً وَاحِدَةً قَالُوا وَمَنْ هِىَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِى" [رواه الترمذي ـ واللفظ له ـ والحاكم وابن عساكر]

فحريٌّ بالمسلم أن لا يهدأ له بال، ولا يكتحل بنوم، ولا يهنأ بطعام ولا شراب حتى يتيقن أنه من الطائفة الناجية.

إن وجود شيخه الصالح في نظره في جماعة ما لا ينجيه، ووراثته دينه عن أبويه لا تفيده، بل إن الصادق ليزداد خوفه عندما يبلغه قول الله يوم القيامة لآدم: أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ، قَالَ وَمَا بَعْثُ النَّارِ؟ قَالَ مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَمِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015