فإذا أصبح أي شعب من الشعوب الإسلامية قابلا لتطبيق الإسلام بمعناه الشامل، واختار أن يحكم بهذا الدين، فهذا هو ما يسعى إليه دعاة الحق في سباقهم إلى العقول، وهذا حق للشعوب الإسلامية لا يجوز لأحد أن يحرمها منه.
وإذا تاب أهل الباطل من باطلهم واستجابوا لرغبة هذه الشعوب، فطبقوا حكم الله فيها، فإن دعاة الحق الذين اجتهدوا في السبق به إلى العقول سيكونون هم وأتباعهم من شباب الأمة الإسلامية، سباقين إلى طاعتهم في المعروف، وأعوانا وأنصارا لهم في تنفيذ شرع الله الحنيف.
وإن تولى أولئك الحكام وأعرضوا عن الحكم بشريعة الله ولم يرضوا حكم الله، فليكن الْحَكَم بينهم وبين دعاة الحق أهلُ الحل والعقد من تلك الشعوب المسلمة، وسينتقل الحكم من الطغاة إلى الصالحين عن طريق السلم والاختيار دون عنف ولا شدة.