الوجه الثاني: أن الذين نزلت فيهم الآية لم يستطيعوا أن يسيطروا على أكثر من مسجد واحد - وكان ذلك بمؤامرة خفية - لم تدم لهم طويلا. أما الذين اتخذوا المساجد منطلقات للباطل في هذا الزمان، فقد استطاعوا أن يسيطروا على غالب مساجد المسلمين، وبخاصة المساجد الكبيرة ذات الشأن في البلدان الإسلامية، لأنهم هم قادة المسلمين وحكامهم، وسيطرتهم عليها مبنية على حق مشروع بقوانين وأنظمة وأجهزة صنعوها لأنفسهم، بحيث تعد تصرفاتهم في تلك المساجد مشروعة وهي الأصل، حسب تلك القوانين والأنظمة، وتعد تصرفات غيرهم فيها - ولو كانت هي الشرعية في الحقيقة - خارجة عن القانون والنظام، يستحق أصحابها العقاب والمساءلة. وبهذا أصبحت مساجد المسلمين - في الغالب - ينطبق عليها قول الشاعر:

حرام على بلابله الدوح ... حلال للطير من كل جنس

(?)

اتقوا الله ما استطعتم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015