وكل وسيلة للسباق بالحق إلى العقول، يتوقف استغلالها على المال، فإن إثم العجز عن استغلالها يقع على أغنياء الأمة الإسلامية، وبخاصة ولاة الأمر فيها.

فكم من داعية يحترق قلبه يرغب في التنقل وإبلاغ الحق والسبق به إلى العقول أقعده عدم المال عن بغيته؟

وكم معلم كفء قادر على تعليم أبناء الأمة الإسلامية ما ينفعهم ويوصل الحق إلى عقولهم، عجز عن وظيفته بسبب حاجته وكده لجمع رزقه ورزق أهله، ولم يجد من ينفق عليه ليتفرغ للتعليم؟.

وكم كاتب عنده من الأفكار ما يحمي به عقول أبناء المسلمين من الباطل ويوصل به الحق إلى تلك العقول، لم يجد صحيفة تنشر له أفكاره؟

وكم مؤلف تكدست عنده الكراريس النافعة المفيدة لم يجد من ينشر له كتبه؟

وكم قرية أو مدينة أو حارة احتاج أهلها إلى إقامة مسجد أو وجود إمام كفء متفرغ، لم يتح لهم ذلك بسبب عدم وجود المال؟

وكم بلد يمكن أن تتخذ فيها وسائل إعلام لنشر الحق والرد على الباطل، لم يحظ أهله بذلك للعجز المالي؟

وكم من الناس يتيه في ضلال الكفر وسيئ الأخلاق، لم يجد من يهديه إلى الإسلام ومكارم الأخلاق، ولو وجد المال لوجد الهادي؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015