مسؤولية الموسرين في السباق إلى العقول.

ومن هنا يجب أن يعلم الأغنياء والموسرون عظم مسئوليتهم أمام الله في السباق إلى العقول بالحق، فأكثر الأغنياء لا قدرة عندهم على أن يباشروا بأنفسهم العمل في هذا الميدان، إما لعدم العلم الذي به يسابقون إلى العقول، وإما لضيق أوقاتهم ومشاغلهم الكثيرة في جمع المال وحفظه وتصريفه، ولكنهم قادرون على تحريك كل قادر على الإسهام في هذا الميدان بكل الوسائل السابقة.

وإذا كان الواجب على العالم أن يبين بعلمه الحق للناس ويسبق به أهل الباطل إلى العقول، وإذا كان الواجب على المعلم أن يجتهد في تعليم النشء العلوم الإسلامية وما يخدمها، وإذا كان الواجب على الإعلامي أن يوصل الحق إلى عقول الناس في تخصصه، وإذا كان الواجب على القادر على التأليف أن يعكف على الكتابة ويخرج للناس الحق في كتب ونشرات، وإذا كان الواجب على المهندس أن يصنع الميكرفون واللاقط والراديو والمسجل والكاسيت، لنقل الحق إلى عقول الناس، فإن الواجب على الغني أن يمول كل أولئك وتخصصاتهم مما رزقه الله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015