وبناء على هذا فصاحب الحق الأول هو الحق جل جلاله، فمن أسمائه الحق، كما سبق وخلق السماوات والأرض وما بينهما بالحق وأنزل كتبه ووحيه بالحق، وبعث رسله بالحق، وكلماته كلها حق وأفعاله كلها حق.

ثم أنبياء الله ورسله الذين كلفهم تبليغ رسالاته إلى الناس، ومن استجاب لهم من أقوامهم فآمن بما جاءوا به وعمل به ودعا إليه، وبخاصة من ناصرهم وصار حواريا لهم، يظهر ذلك من قصص الأنبياء والرسل مع أقوامهم، وقد أمر الله تعالى نبيه ورسوله الخاتم أن يقتدي بمن سبقه من الرسل -بعد أن ذكر طائفة منهم بأسمائهم- فقال: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ} [الأنعام: 90]

وهم أهل طاعته الذين أنعم عليهم، ذلك الموكب العظيم الذي قال الله تعالى فيهم: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: 69]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015