ولا يدخل في أهل الباطل من اجتهد من العلماء فأخطأ في نظر غيره من المجتهدين، فإن للمجتهد أجرين إذا أصاب وأجرا إذا أخطأ، وقد يكون الخطأ عند من خطَّأه.
التنبيه الثاني: أني لم أقصد بأهل الحق فئة معينة من المسلمين، ولا أهل بلد معين، كما لا أقصد من أهل الباطل فئة معينة ولا أهل بلد معين، وإنما قصدت أهل الحق من حيث هم من أي فئة كانوا، وفي أي أرض من أرض الله حلوا، وقصدت أهل الباطل من حيث هم من أي فئة كانوا، وفي أي أرض حلوا.
التنبيه الثالث: أن قصدي بالحق هو الحق الرباني الذي كلف الله عباده التسليم له به، والهدي الإلهي الذي أنزل به وحيه وبعث به رسله ليخرج به الناس من الظلمات إلى النور، والذي لا يقبل الله من أحد دينا سواه، وهو الإسلام.
وليس مرادي ما وصلت إليه الأمم من التجارب القانونية والإدارية والكونية التي قد يوجد فيها الحق والباطل، وهي أمور تشترك فيها كل الأمم في كل الأزمان، فلست أنفي وجود حقٍّ ما عن أهل الباطل، وإنما أنفي عنهم الحق الإلهي الذي جحدوه وكفروا به وحاربوه.