مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ أَبِي الْغَيْثِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أَبِي الثَّنَاءِ التَّمِيمِيُّ السَّعْدِيُّ الْبَصْرِيُّ الْمَالِكِيُّ الْفَقِيهُ الأَدِيبُ

أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودٍ الْبَصْرِيُّ بِبَغْدَادَ لِنَفْسِهِ:

يَا مَنْ غَدَا لِي فِي الْهَوَى مَالِكًا ... مَالَكَ لا تَرْحَمُ يَا مَالِكِي؟

فَتَكْتَ بِي فِي الْحُبِّ لَمَّا غَدَا ... حُبُّكَ فِي سَطْوَةِ الْمَالِكِ

مَلَكْتَنِي بِالْحُبِّ يَا مَالِكِي ... فَاعْطِفْ عَلَى مَمْلُوكِكَ الْمَالِكِي

وَقُلْ لِمَنْ فِي الْهَجْرِ يُغْرِيكَ بِي ... كُفَّ فَإِنِّي لَسْتُ مِنْ مَالِكَ

وَأَنْشَدَنَا بِبَغْدَادَ لِنَفْسِهِ أَيْضًا:

غَرِيبُ النفا شَرْقِيِّ أَرْضٍ شَمَا ... غَرَامِي بِكُمْ حَتَّى الْمَمَاتِ غَرَامِي

وَيَا جِيرَةَ الْحَيِّ الثَّمَانِينَ بِاللِّوَى ... سَقَى دَارَكُمْ بِالْجِزْعِ صَوْبُ غَمَامِ

هَلْ أَنْتُمْ عَلَى قُرْبِ الدِّيَارِ وَبُعْدِهَا ... تُرَاعُونَ عَهْدَيَّ الْهَوَى وَزِمَامِي

كَمَا أَنَا أَرْعَى عَهْدَكُمْ وَدِمَاءَكُمْ ... وَشَوْقِي إِلَيْكُمْ فَابْدِي بِزِمَامِ

عَهِدْتُ زَمَانَ الْوَصْلِ حِينًا وَلَمْ أَكُنْ ... أَظُنُّ بِعَادًا بَعْدَ طُولِ لَمَامِ

وَأَنْشَدَنَا بِبَغْدَادَ لِنَفْسِهِ أَيْضًا:

لَيْسَ لِي عَمَّنْ أُحِبُّ اصْطِبَارُ ... وَبِقَلْبِي مِنْ تَحْتِهِ نَارُ

وَلَوْ أَنِّي رُمْتُ عَنْهُ سُلُوًّا ... لَمْ يَكُنْ لِي فِي السُّلُوِّ اخْتِيَارُ

قَمَرٌ مَنْزِلُهُ وَسْطَ قَلْبِي ... مُسْتَسِر ألم يُثْنِيهِ سِرَارُ

طَابَ لِي فِي الْحُبِّ خَلْعُ عِذَارِي ... مُذْ بَدَا فِي خَدِّهِ لِي الْعِذَارُ

وَأَنْشَدَنَا بِبَغْدَادَ لِنَفْسِهِ:

يَا لَلرِّجَالِ لِمُسْتَهَامٍ نَاحِلِ ... مُهَفْهَفٍ وَسْنَانَ طَرْفٍ نَابِلِي

رَشَأٌ أَعَدَّ مِنَ الْجُنُونِ نِبَالَهُ ... مِنْ طَرْفِهِ وَرَمَى أَصَابَ مَقَاتِلِي

مِنْ قَوْسِ حَاجِبِ سَهْم لِحَاظ ... أَصْمَى فُؤَادَ الْمُسْتَهَامِ النَّاحِلِ

فَلَئِنْ قُتِلْتُ وَلَيْسَ يُعْلَمُ قَاتِلِي ... فَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّهُ هُوَ قَاتِلِي

إِنْ كَانَ يَبْرَأُ مِنْ دَمِي فَتَأَمَّلُوا ... وَجَنَاتِهِ فَدَمِي أَدَلُّ دَلائلِي

عَقِلَ الْعَقُولُ جَمَالَهُ وَكَمَالَهُ ... فَالنَّاسُ بَيْنَ مُدَلَّهٍ أَوْ ذَاهِلِ

يَهْتَزُّ فِي خَطَرَاتِهِ مِنْ عُجْبِهِ ... وَيَحُولُ بَيْنَ فَراطِقٍ وَغَلائِلِ

فَإِذَا تَثَنَّى تثنية غُصْن مَائِلٍ ... وَإِذَا تَبَدَّى مِثْلُ بَدْرٍ كَامِلِ

مَوْلِدُهُ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَسِتِّ مِائَةٍ بِالْبَصْرَةِ..

عَائِش

طور بواسطة نورين ميديا © 2015