حرفين هو فيهما مرادف للكتاب في الاعتبار، قال الله تعالى: في سورة (يوسف):
{إنا أنزلنه قرءنا عربيا} [2] وفي (الزخرف): {إنا جعلنه قرءنا عربيا} [3]، والضمير في الموضعين ضمير الكتاب المذكور قبله، وقال- بعد ذلك- في كل واحد منهما: {لعلكم تعقلون}.
وأما الواو فإن زيادتها تدل على ظهور معنى الكلمة في الوجود في أعلى طبقة وأعظم رتبة، مثل قوله تعالى: {سأوريكم دار الفسقين} [الأعراف: 145]، {سأوريكم ءايتى} [الأنبياء: 37]، وزيدت الواو تنبيها على ظهور ذلك الفعل للعيان أكمل ما يكون، ويدل على هذا أن الآيتين جاءتا للتهديد والوعيد.
وكذلك زيدت في {أولئك} [البقرة: 6 [؛ لأنه جمع مبهم يفهم منه معنى الكثرة الحاضرة في الوجود، وليس الواو للفرق بينه وبين إليك- كما قال قوم- لأنه منقوض بأولاء، فافهم، فإن نقصت الواو من الخط في كلمة فلذلك علامة على التخفيف وموازاة العلم.
وأما الياء، فإن زيدت في كلمة فهي علامة اختصاص ملكوتي مثل: {والسماء بنينها بأيد}
[الذاريات: 47] كتب بياءين، فرق بيم الأيدي التي هي القوة، وبين الأيدي الذي هو جمع يد، ولا شك أن القوة/ التي بنى الله بها