آخر، وهو قوله تعالى: {فذبحوها}، وأما قوله تعالى: {لقد كدت تركن} [الإسراء: 74]، مع أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يركن لا قليلاً ولا كثيراً، فإنه مفهوم من جهة أن لولا الامتناعية تقتضى ذلك.
فائدة:
ترد كاد بمعنى: أراد، ومنه قوله تعالى: {كذلك كدنا ليوسف} [يوسف: 76]، {أكاد أخفيها} [طه: 15]، وعكسه كقوله تعالى: {جداراً يريد أن ينقض} [الكهف: 77]، أي: يكاد.
فعل ناقص متصرف، يرفع الاسم وينصب الخبر، معناه في الأصل المضي والانقطاع، نحو قوله تعالى: {كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالاً وأولاداً} [التوبة: 69]، وتأتي بمعنى الدوام والاستمرار، نحو: {وكان الله غفوراً رحيماً} [النساء: 96]، {وكنا بكل شيء عالمين} [الأنبياء: 81]، أي: لم نزل كذلك، وعلى هذا المعنى تتخرج جميع الصفات الذاتية المقترنة بكان، قال أبو بكر الرازي: «كان» في القرآن على خمسة أوجه، بمعنى: الأزل والأبد، كقوله تعالى: {وكان الله عليماً حكيماً} [النساء: 17]، وبمعنى المضي المنقطع، وهو الأصل في معناها، نحو قوله تعالى: {وكان في المدينة تسعة رهط} [النمل: 48]، وبمعنى الحال، نحو قوله تعالى: {كنتم خير أمة} [آل عمران: 110]، {إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً} [النساء: 103]،