558 - ابن شاهين في (الترغيب): حدثنا محمد بن إسماعيل بن العباس حدثني أبي حدثنا الفضل بن يعقوب الرخامي حدثنا داود بن المحبر حدثنا سليمان بن الحكم بن عوانة الكلبي عن العلاء بن كثير الليثي عن مكحول أنّ رجلاً سأل أبا الدرداء عن صيام رجب فقال: سألتَ عن شهر كانت الجاهلية تعظِّمه في جاهليَّتها وما زاده الإسلام إلا فضلاً وتعظيماً، فمن صام منه يوماً تطوعاً محتسباً به ثواب الله يبتغي به وجه الله مخلصاً؛ أطفأ صومُه ذلك اليوم غضبَ الله، وأغلق عنه باباً مِن أبواب النار، ولو أُعطي ملءَ الأرض ذهباً ما كان ذلك جزاءً له، ولا يستكمل أجره بشيء من الدنيا دون يوم الحساب، وله إذا أمسى عشر دعوات

-[460]-

مستجابات، فإن دعاه بشيء مِن عاجل الدنيا أعطاه، وإلا ذَخَر له من الخير كأفضل ما دعا داعٍ مِن أولياء الله وأحبابه وأصفيائه.

ومن صام يومين كان له مثل ذلك، وله مع ذلك أجر عشرة من الصدِّيقين في عمرهم بالغة أعمارهم ما بلغت.

ومن صام ثلاثة أيام كان له مثل ذلك وقال الله عز وجل له عند إفطاره: لقد وجب حقُّ عبدي هذا ووجبت له محبَّتي وولايتي، أُشهِدكم يا ملائكتي أنّي قد غفرتُ له ما تقدم مِن ذنبه وما تأخر.

ومن صام أربعة أيام كان له مثل ذلك ومثل ثواب أولي الألباب التوّابين، ويُعطى كتابَه في أول الفائزين.

ومن صام خمسة أيام كان له مثل ذلك، ويُبعث يوم القيامة ووجهُه مثل القمر ليلة البدر، ويُكتب له عدد رمل عالج حسنات، ويدخل الجنة ويقال له: تمنَّ على الله ما شئت.

ومن صام ستة أيام كان له مثل ذلك، ويُعطى نوراً يستضيء به أهل الجمع في القيامة، وُيبعَث في (?) الآمنين حتى يمرَّ على الصراط بغير حساب، ويعافَى مِن عقوق الوالدين وقطيعة الرحم، ويُقبِل اللهُ عليه بوجهه إذا لقيه يوم القيامة.

ومن صام سبعة أيام كان له مثل ذلك، ويُغلَق عنه سبعة أبواب جهنم، وحرّمه اللهُ على النار وأوجب له الجنة يتبوّأ منها حيث يشاء.

ومن صام ثمانية أيام كان له مثل ذلك وفتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل مِن أيّها شاء.

ومن صام تسعة أيام كان له مثل ذلك ورُفع كتابُه في علِّيين، ويُبعَث يوم القيامة في الآمنين، ويخرج مِن قبره ووجهُه يتلألأ يشرق لأهل الجمع حتى يقولون (?): هذا نبيٌّ مصطفى، فإن أدنى ما يُعطى أن يدخل الجنة بغير حساب.

-[461]-

ومن صام عشرة أيام فبخٍ بخٍ له مثل ذلك وعشرة أضعافه، وهو مِمّن يبدِّل اللهُ سيئاته حسنات، ويكون من المقرّبين القوّامين لله بالقسط، وكمن عَبَد اللهَ ألف عامٍ صائماً قائماً صابراً محتسباً.

ومن صام عشرين يوماً كان له مثل ذلك وعشرون ضعفاً، وهو مِمّن يزاحم إبراهيم عليه السلام في قُبَّته ويشفع في مثل ربيعة ومضر كلهم مِن أهل الخطايا والذنوب.

ومن صام ثلاثين يوماً كان له مثل ذلك وثلاثين (?) ضعفاً، وناداه منادٍ من السماء: أبشر يا ولي الله بالكرامةِ العظمى. والكرامةُ العظمى النظرُ إلى وجه الله الجليل عز وجل في مرافقة النبيين والصدِّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، طوبى لك طوبى لك ثلاث مرات غداً إذا كُشف عنك الغطاء فأفضيت إلى جسيم ثواب ربِّك الكريم. فإذا نزل به الموت سقاه ربُّه عند خروج نَفْسه شربة مِن حياض الفردوس حتى لا يجد للموت ألماً، فيظلُّ في قبره ريّان، ويخرج مِن قبره ريّان، ويظلُّ في الموقف ريّان حتى يرِد حوض النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإذا خرج مِن قبره أتاه سبعون ألف ملك معهم النجائب مِن الدرّ والياقوت، ومعهم طرائف الحليّ (?) والحلل فيقولون: يا وليّ الله النجا إلى ربك الذي أظمأتَ له نهارك وأنحلتَ له جسمك، فهو مِن أوّل الناس دخولاً جنات (?) عدن يوم القيامة مع الفائزين الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك هو الفوز العظيم، فإن كان بكلِّ يومٍ (?) يصومه صدقةٌ على قدر قوته فتصدّق بها فهيهات هيهات هيهات؛ لو اجتمع جميع الخلائق على أن يَقدروا قدر ما أُعطي ذلك العبد مِن الثواب ما بلغوا مِعشار العشر مِمّا أُعطي ذلك العبد من الثواب (?).

-[462]-

هذا الإسناد ظلمات بعضها فوق بعض (?)؛ داود كذاب وضاع (?) وهو المتَّهم به.

وسليمان بن الحكم ضعّفوه (?).

والعلاء بن كثير قال الذهبي: مجمَعٌ على ضعفه (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015