كن لله مطيعاً ولا تشتغل بالدنيا

قال ذو النون المصري رضي الله عنه: يقول الله تبارك وتعالى في بعضن كتبه المنزلة: " من كان لي مطيعاً كنت له ولياً، وعزتي وجلالي لو سألني في زوال الدنيا لا زلتها ".

قال بعض الصالحين: " علامة مقت الله للعبد أن يراه مشتغلاً بما لا يعنيه من أمر نفسه يطلب الجنة بلا عمل، ويذنب وينتظر الشفاعة ".

وقيل لمعروف الكرخي رضي الله عنه: بأي شيء حصل للطائعين الطاعة؟ قال: " بإخراج الدنيا من قلوبهم، ولو كان في قلوبهم منها مثقال ذرة واحدة، ما تقيل الله منهم سجدة واحدة ".

وقيل: إن رجلاً جاء إلى أبي يزيد البسطامي رضي الله عنه وقال له: عظني، فقال له: أنظر إلى السماء بحال، فنظر إليها، فقال: أتدري من خلقها؟ قال: الله تعالى، فقال له: إن الذي خلقها مطلع عليك حيث كنت فأحذره.

قال أبو يزيد رضي الله عنه: رأيت ربي في المنام، فقلت له: أين أجدك؟ فقال: " فارق نفسك وتعالى تجدني ".

وقيل: " إن الليل مطية المحبين، فإذا قاموا بين يديه سقاهم من صافي الوداد، فإذا أنزهه لهم وكربوا طابت نفوسهم وجالت قلوبهم في الملكوت حباً إلى الله تعالى وشوقاً إليه، فيقطعون ليلهم بمناجاتهم ".

وقيل في المعنى شعر:

غرست الحب غرسا في فؤادي ... فلا أسلو إلى يوم التنادي

مزقت القلب مني باتصال ... فشوقي زائد والحب بادي

سقاني شربة أحي فؤادي ... فكأس الحب من بحر الوداد

فلولا الله يحفظ عارضيه ... لهم العابدون بكل واد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015