فَأَما تعْيين مكسب على مكسب من صناعَة أَو تِجَارَة أَو بناية أَو حراثة أَو غير ذَلِك فَهَذَا يخْتَلف باخْتلَاف النَّاس وَلَا أعلم فِي ذَلِك شَيْئا عَاما لَكِن اذا عَن للانسان جِهَة فليستخر الله تَعَالَى فِيهَا الاستخارة المتلقاة عَن معلم الْخَيْر صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِن فِيهَا من الْبركَة مَا لَا يحاط بِهِ ثمَّ مَا تيَسّر لَهُ فَلَا يتَكَلَّف غَيره الا أَن يكون مِنْهُ كَرَاهَة شَرْعِيَّة الْكتب الَّتِي يعْتَمد عَلَيْهَا فِي الْعُلُوم وَأما مَا تعتمد عَلَيْهِ من الْكتب فِي الْعُلُوم فَهَذَا بَاب وَاسع وَهُوَ أَيْضا يخْتَلف باخْتلَاف نشء الانسان فِي الْبِلَاد فقد يَتَيَسَّر لَهُ فِي بعض الْبِلَاد من الْعلم أَو من طَريقَة ومذهبه فِيهِ مَا لَا يَتَيَسَّر لَهُ فِي بلد آخر لَكِن جماع الْخَيْر أَن يَسْتَعِين بِاللَّه سُبْحَانَهُ فِي تلقي الْعلم الْمَوْرُوث عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِنَّهُ هُوَ الَّذِي يسْتَحق أَن يُسمى علما وَمَا سواهُ اما أَن يكون علما فَلَا يكون نَافِعًا وَإِمَّا أَن لَا يكون علما وان سمي بِهِ وَلَئِن كَانَ علما نَافِعًا فَلَا بُد أَن يكون فِي مِيرَاث مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا يُغني عَنهُ مِمَّا هُوَ مثله وَخير مِنْهُ ولتكن همته فهم مَقَاصِد الرَّسُول فِي أمره وَنَهْيه وَسَائِر كَلَامه فاذا اطْمَأَن قلبه أَن هَذَا هُوَ مُرَاد الرَّسُول فَلَا يعدل عَنهُ فِيمَا بَينه وَبَين الله تَعَالَى وَلَا مَعَ النَّاس اذا أمكنه ذَلِك وليجتهد أَن يعتصم فِي كل بَاب من أَبْوَاب الْعلم بِأَصْل مأثور عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم واذا اشْتبهَ عَلَيْهِ مِمَّا قد اخْتلف فِيهِ النَّاس فَليدع بِمَا رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَقُول اذا قَامَ يُصَلِّي من اللَّيْل اللَّهُمَّ رب جِبْرِيل وَمِيكَائِيل واسرافيل فاطر السَّمَوَات وَالْأَرْض عَالم الْغَيْب وَالشَّهَادَة أَنْت تحكم بِي عِبَادك فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ اهدني لما اخْتلف فِيهِ من