آمنُوا أَشد حبا لله وَقَالَ أحب اليكم من الله وَرَسُوله وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ ثَلَاث من كن فِيهِ وجد حلاوة الايمان من كَانَ لله وَرَسُوله أحب اليه مِمَّا سواهُمَا وَمن كَانَ يحب الْمَرْء لَا يُحِبهُ الا لله وَمن كَانَ يكره أَن يرجع فِي الْكفْر بعد اذ أنقذه الله مِنْهُ كَمَا يكره أَن يلقى فِي النَّار وَالْمَقْصُود هُنَا أَن هَؤُلَاءِ المتجهمة من الْمُعْتَزلَة وَمن وافقهم الَّذين يُنكرُونَ حَقِيقَة الْمحبَّة يلْزمهُم أَن ينكروا التَّلَذُّذ بِنَظَر اليه وَلِهَذَا لَيْسَ فِي الْحَقِيقَة عِنْدهم الا التنعم بِالْأَكْلِ وَالشرب وَنَحْو ذَلِك وَهَذَا القَوْل بَاطِل بِالْكتاب وَالسّنة واتفاق سلف الْأمة ومشائخها فَهَذَا أحد الحزبين الغالطين أفهام بعض المتصوفة والمتفقرة والمتبتلة وَالضَّرْب الثَّانِي طوائف من المتصوفة والمتفقرة والمتبتلة وافقوا هَؤُلَاءِ على أَن الْجنَّة لَيست الا هَذِه الْأُمُور الَّتِي يتنعم بهَا الْمَخْلُوق وَلَكِن وافقوا السّلف وَالْأَئِمَّة على اثبات رُؤْيَة الله والتنعم بِالنّظرِ اليه وَأَصَابُوا فِي ذَلِك وَجعلُوا يطْلبُونَ هَذَا النَّعيم وتسمو اليه همتهم وَيَخَافُونَ فَوته وَصَارَ أحدهم يَقُول مَا عبدتك شوقا الى جنتك أوخوفا من نارك وَلَكِن لأنظر اليك واجلالا لَك وأمثال هَذِه الْكَلِمَات مقصودهم بذلك هُوَ أَعلَى من الْأكل وَالشرب والتمتع بالمخلوق لَكِن غلطوا فِي اخراج ذَلِك من الْجنَّة وَقد يغلطون أَيْضا فِي ظنهم أَنهم يعْبدُونَ الله بِلَا حَظّ وَلَا ارادة وَأَن كل مَا يطْلب مِنْهُ فَهُوَ حَظّ النَّفس وتوهموا أَن الْبشر يعْمل بِلَا ارادة وَلَا مَطْلُوب وَلَا مَحْبُوب وَهُوَ سوء معرفَة بِحَقِيقَة الايمان وَالدّين وَالْآخِرَة