والحُجّة الثانية: أنه أراد: وأحيها بنفخ روحك، فحذف " النفخ " وأقام " الروح " مقامه، كما قال: {واسألِ القريةَ} (?) .

والحجة الثانية: أنه أقام " الروح " مقام " النفس " لأنه من الروح تولده. فكفى (?) منه، كما تكتفي العرب بسبب الشيء من الشيء. قال الشاعر (?) :

(كأنّ فاها إذا تُوسِّنَ من ... طِيب مَشَمٍّ وحُسْن مُبْتَسَمِ)

(رُكِّبَ في السَّام والزبيب ... أَقاحيُّ كثيبِ تَنْدَى من الرِّهَم)

السام: عرق المعدن، واكتفى بالزبيب من الخمر لأنه من سببه.

والروح أيضاً ملك من الملائكة، وهو أعظم الملائكة خلقاً فيما روى ابن عباس.

قال مقاتل بن حيان (?) : الروح ملك، وهو من أشرف الملائكة وأقربهم إلى (390) الرب تعالى. وهو صاحب الوحي، فإذا أراد الله تعالى أن يوحي بشيء، قرع اللوح جبهته فيلقيه إلى إسرافيل، ويلقيه إسرافيل إلى جبريل وميكائيل. وهو الذي يدعو لأهل الأرض إذا أصابهم القحط، يقول: يا رب عبادك أنت خلقتهم فلا تهلكهم جوعاً. وهو في كتاب الله جل وعلا: {يُسبِّحونَ بحمدِ ربِّهم ويستغفرونَ لمَنْ في الأرضِ} (?) .

وقال علي بن أبي طالب (رض) : الروح ملك من الملائكة، له سبعون ألف وجه، لكل وجه سبعون ألف لسان، لكل لسان سبعون ألف لغة، يسبح الله بتلك اللغات كلها، يخلق من كل تسبيحة ملك يطير مع الملائكة إلى يوم القيامة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015