الأرض، للثقة بقوتها وصلابتها، وأنها ليست كالجذاع والصغار التي يُطلب لها الرخاوةُ من الأرضِ، لضَعْفِها وصِغَرِها، وأنّها لا تثبت ثباتَ المُذَكِّيات.

وبعضهم يقول: جَرْيُ المُذكيات غِلاْءٌ. فالغِلاء، جمع: غَلْوة، وهي مدى الرَّمْية (?) . قال الشاعر في " الذكاء " الذي معناه: تمام الفطنة:

(شهم الفؤادِ ذكاؤه ما مِثْلُهُ ... عند العزيمةِ في الأَنامِ ذَكاءُ) (?) 242 / أ

/ وقال زهير (?) في الذكاء الذي معناه: تمام السِّنِّ:

(ويفضلها إذا اجتهدَتْ عليه ... تمام السِّنِّ منه والذَكاءُ)

والذكاء (144) ، في هذين المعنيين، ممدود. والذكا (145) : تمام اتقاد النار، مقصور، يكتب بالألف. قال الشاعر:

(وتُضْرِمُ في القلبِ اضطراماً كأنَّه ... ذكا النارِ تَزْفيه الرياحُ النوافحُ) (?)

ويقال: مِسك ذَكِيٌّ، ومِسكٌ ذَكِيَّةٌُ. فالذي يُذكِّر يقول: المسك مُذكَّر، والذي يؤنث يقول: ذهبت إلى الرائحة. أنشدنا أبو العباس عن سلمة عن الفراء (?) :

(لقد عاجلتني بالسِّبابِ وثوبُها ... جديدٌ ومن أثوابِها المسكُ تَنْفَحُ)

وقال: أراد رائحة المسك.

وأخبرني أبي - رحمه الله - قال: حدثنا أبو هفّان المهزمي قال: المِسك والعَنْبَر يُذكّران ويؤنثان. قال: وأنشدنا في التأنيث:

(والمسكُ والعنبرُ خيرُ طِيبِ ... ) (379)

(أُخِذَتا بالثمن الرغيبِ ... ) (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015