807 - / وقولهم: مِلْحٌ ذَرَآنِيُّ

(?) 232 / أ

قال أبو بكر: العامة تخطىءِ فيه، فتتكلم به بالدال، وتزيد عليه ما ليس منه. والعرب تقول: ذَرْآنيّ، وذَرَآنيّ.

قال أبو العباس: وُصف بذلك لبياضه. وهو من قولهم: قد ذرىء الرجل يذرأ ذرأ: إذا أخذ الشيب في مقدم رأسه. ويقال: ذرئت لحيته: إذا شابت. قال الشاعر (?) :

(لما رَأَتْهُ ذَرِئَتْ مجالِيهُ ... )

(يَقْلي الغواني والغواني تَقْليهْ ... ) وأنشدنا أبو العباس:

(وقد عَلَتني ذُرْأَةٌ بادي بَدِي ... )

(وصارَ للقحل لساني ويدي ... ) (?)

معناه: قد علاني الشيب أول كل شيء، وقبل كل شيء. وقوله: وصار للقحل لساني ويدي؛ معناه: خرجت عن الشباب، ودخلت في الكهولة.

808 - وقولهم: قد منحني اللهُ حُسْنَ رأيِ فلانٍ

(?) (364)

قال أبو بكر: معناه: قد وهب الله تعالى ذلك لي. وأصل " المِنْحة " أن يدفع الرجل إلى الرجل شاة أو ناقة، يجعل له لبنهما، وهما ملك للدافع. ثم أكثرت العرب استعمال " المنح "، حتى جعلوه هِبَةً وعطاءً. قال الشاعر (?) :

طور بواسطة نورين ميديا © 2015