الغنائم. فقال له الحارث: أنجز حرٌّ ما وَعَد، أي: لينجز الحر ما وعد. فأرسلها مثلاً.
ويضرب هذا القول مثلاً عند المطالبة بانجاز الموعود والوفاء به.
فأراد صخر قومه على أن يعطوه ما جعل للحارث، فأبَوْا ذلك عليه. وكان طريقهم ثَنِيَّة (?) متضايقة، يقال لها: شَجَعَات، فلما دنا القوم منها، سار إليها صخر، حتى وقف على رأسها، وقال: أَزَمَتْ (?) شَجَعِات بما فيهن، لا يجوزنَّ أحدٌ بذمةِ صخرٍ. فقال الحُمَّرَة بن جعفر بن ثعلبة بن يربوع: والله لا نعطيه من غنيمتنا شيئاً، ومضى في الثنية، فحمل عليه صخر فقتله. فلما رأى ذلك الجيش، أعطوه جميعاً الخمس. ففي ذلك يقول نَهْشَل بن حَرِّيّ (?) بن جابر بن ضمرة بن قطن بن نهشل بن دارم:
(ونحنُ مَنَعْنا الجيشَ أن يتأوَّبوا ... على شَجَعاتٍ والجِيادُ بنا تجري)
(حبسناهُمُ حتى أَقَرُّوا بحُكمِنا ... وأُدِّيَ أنفالُ الخميسِ إلى صخرِ)
قال أبو بكر: يضرب (?) مثلاً عند الرجل يؤمر بترك ما لا يصل إلى تركه، مما هو مؤذ له.
وأول من قاله عِلْباء بن الحارث، أحد بني كاهل. وذلك أن الحارث بن عمرو الملك، جد امرىء القيس، كان فرق ولده في قبائل من العرب، وملكهم (286) عليهم. فكان حجر أبو امرىء القيس في بني أسد وغطفان. وكان شرحبيل، وهو