صاروا أَذِلّة، فكيف بغيرهم؟
وقال الفراء: معناه: استقاموا لي، وقد كان خالد عَقَر بِهِمْ. وقال الأصمعي: رجعوا إلى الحال الحسنة. وقال أحمد بن عبيد: معناه: لينتهم وأذللتهم.
وقال خالد يرجز بالمنذر بن فدكي عند النعمان بن المنذر، وكان المنذر بن فدكي سيد بن عثم:
(فأينَ عينا (?) المنذر بن فدكي ... )
(عينا فتاةٍ نُقِّطَتْ أمسِ هَدِي ... )
قوله: نقطت، معناه: زينت، والهدي: عروس تُهدى إلى زوجها. وقال أحمد بن عبيد: شبهه بالنساء لتخنيثه وأنه لارُجْلَةَ فيه.
قال المفضل (?) : ومع خالد أخوه، فاستعدى بنو عثم عليهم النعمان بن المنذر، فقال خالد للنعمان: أبيت اللعن، أنا أركب لهم وأخي ناقة، ونكتفل، ثم نتعرض لهم كما تعرضوا لنا، فإن استطاعوا فليعقروا بنا. فأعجب ذلك النعمان، وقال لهم: قد أعطاكم بحقكم. قالوا: قد رضينا. فقال النعمان: أما واللهِ لَتَجِدُنَّهُ أَلْوَى بَعِيدَ المُسْتَمَرّ، فأرسلها مَثَلاً.
والألوى: المانع ما عنده، والمستمر، قد استمر به عقله وحزمه. يضرب مثلاً 214 / أعند الرجل يكون / كذلك.
فاكتفل خالد وأخوه ناقتهما بكفل، وتأخر خالد إلى العَجُز، وجعل وجهه من قبل الذنب، وتقدم أخوه إلى الكثف، وجعل كل واحد منهما يذب بسيفه مما يليه، فلم يخلصوا إلى أن يعقروا بهما.
فجاء خالد إلى النعمان، فقال له: أبيت اللعن، قد أعطيتهم بحقهم (283) فعجزوا عنه، فأقبل النعمان على جلسائه وقال: أترون قومه كانوا يبيعونه (?) بأبلخَ