(ها أنذا آملُ الخلودَ وقد ... أدركَ عمري ومولدي حُجُرا)

(/ أبا امرىء القيس هل سَمِعْتَ به ... هيهاتَ هيهات طالَ ذا عُمُرا) 213 / أ

وقال الله عز وجل وهو أصدق قيلا: {ها أنتم أولاء تحبونهم} (?) ، أراد: هؤلاء أنتم، ففصل لذلك المعنى. وقال أمية بن أبي الصلت (?) :

(لَبَّيْكُما لَبَّيْكُما ... )

(هأنذا لَدَيْكُما ... )

وإنما يجعلونَ المكنّي بين " ها " و " ذا " إذا قربوا الخبر، فتأويل قول القائل: ها أنا ذا ألقى فلانا: قد قَرُبَ لقائي إياه.

759 - وقولهم: قتل فلانٌ فلاناً غِيلةً

(?)

قال أبو بكر: " الغيلة " معناها في كلام العرب: إيصال الشر إليه، والقتل، من حيثُ لا يعلم ولا يشعر.

قال أبو العباس: يقال: قد قتلته غيلة: إذا قتله من حيث لا يعلم، وقد فتك به: إذا قتله من حيث يراه، وهو غارٌّ غافِلٌ غير مستعد. ويقال: قد غال (280) فلانا كذا وكذا: إذا وصل إليه منه شر. قال الشمردل بن شريك اليربوعي (?) يرثي أخا أُبَيّاً:

فأصبح بيتُ الهجرِ قد حالَ دونَهُ ... وغال امرءاً ما كانَ تُخشَى غوائِلُه)

أي: وصل إليه الشر من حيث لا يعلم فيستعد. ويقال: قد اغتاله: إذا فعل به ذلك. قال الشاعر:

(وما زالتِ الكأسُ تَغْتالُنا ... وتذهبُ بالأوَّلِ الأَوَّلِ) (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015