فلما سمع النعمان الشعر نظر إلى الربيع شزراً، وقال: أكذاك أنت؟ فقال: لا والله، لقد كذب ابن الحمِق اللئيم، فقال النعمان: أُفٍّ لهذا الطعام، لقد خبثت على طعامي. فقال الربيع: أبيتَ اللعنَ، أما إني قد فعلتُ بأُمِّهِ، فقال لبيد: هو لهذا الكلام (?) أهلٌ، وهي من نسوة غير فُعُل، ومثلُهُ فعلَ بيتيمةٍ في حجره. فغضب الربيع، وغضبت لغضبه بنو فُقيم، ونهشل، وضمرة بن ضمرة بن جابر بن قطن (?) بن نهشل، وكان أبرصَ، وكانت بنو كلاب قد أسروه فمنوا عليه، فقال لبيد (?) يرجز (?) بضمرة: 188 / أ
(/ يا ضَمْرَ يا عبدَ بني كلابِ ... )
(يا أيرَ كلبٍ عَلِقٍ ببابي ... )
(تمكو استُهُ من حَذَرِ الغُرابِ ... )
(يا وَرَلاً أُلقي في سَرابِ ... )
(أكانَ هذا أولَ الثوابِ ... )
(لا يَعْلَقَنكُم ظفري ونابي ... )
(إنِّي إذا عاقبتُ ذو عقابِ ... )
(بصارمٍ مُذَكَّرِ الذُّبابِ ... )
ثم خرج الجعفريون، ومعهم لبيد، من عند النعمان، وخرج الربيع من عنده أيضاً، فبعث إليه النمان بضعف (?) ما كان يحبوه به، وقال: الحق بأهلك. فكتب إليه: قد علمت أنه قد وَقَر في نفسك (?) شيء مما قال لبيد، فلست برائم حتى تبعث إلي مَنْ يجردني، فيعلم من حضر أن الأمر ليس كما قال لبيد، فبعث إليه النعمان: لست صانعاً بانتفائك مما قال لبيد شيئاً، ولا رادّاً ما زَلّت به الألسن،