والأصل في " استلم " على هذا المعنى الثالث: استلأم، فحوَّلوا فتحة الهمزة إلى اللام / وأسقطوا الهمزة، كما قالوا: خابية، بلا همز، وأصلها: خائبة، لأنها 184 / أ / 179 " فاعلة " من " خبأت "، وكما قالوا: النبيّ، بلا همز، وأصله: النبيء بالهمز (?) ، لأنه من: أنبأ عن الله إنباءً.

وأخبرنا أبو العباس عن سلمة عن الفراء قال: يقال: استلمت الحجر، واستلأمته (?) ، بالهمز، وبترك الهمز.

(فَمَنْ قال: هو " استفعل " من " اللأمة "، قال: الهمز فيه هو الأصل، وترك الهمز تخفيف واختصار، ومَنْ قال: هو " افتعل " من " السَلِمة " و " المُسالمة "، قال: ترك الهمز هو الصحيح المعروف، والهمز شاذّ قليل، يغلط فيه قوم من العرب، فيلحق بحروف همزوها ولا أصل لها في الهمز. منها قولهم (?) : لبأْتُ بالحج، والصحيح: لَبَّيت. وكذلك: حلأّت السَوِيق، ورثأت الميت، واستنشأت الريح، الصحيح: استنشيت، وحلّيت، ورثيت. وقرأ (?) الحسن: {ولا أدراتكم به} ، فله مذهبان:

أحدهما: ولا أَدْرأْتُكم، على الغلط في همز ما ليس أصله الهمز، فلُيِّنَت الهمزة، فأُبدلت الألف منها.

والمذهب الآخر (?) : أن يكون الأصل فيه: ولا أدريتكم، فجُعلت الياء ألفاً لانفتاح ما قبلها، على لغة مَنْ يجعل كل ياء ساكنة قبلها فتحة ألفاً، فيقول: السلام علاكم، يريد: عليكم، ويقول في تصغير " دابة ": دُوابة، والأصل: دُوَيْبة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015