/ (كان رسول الله إذا سجد جافى عَضُدَيه، حتى يرى مَنْ خَلْفَهُ عُفْرَةَ 176 / ب إبْطَيْهِ) (?) .
ويقال: قد عفّرت الوحشية ولدها: إذا أرادت فطامه، فقطعت عنه الرضاع يوماً أو يومين، ثم أشفقت عليه فردّته إلى الرضاع، ثم قطعته عنه. تفعل به ذلك مرّات حتى يستمر. قال لبيد (?) :
(لمُعَفَّرٍ قَهْدٍ تنازَع شِلْوَهُ ... غبسٌ كواسِبُ لا يُمّنُّ طعامُها)
فالمعفر هو الذي قدمنا تفسيره. والقهد: يقال: هو اللطيف، ويقال: هو من ضرب من الضأن، تصغر آذانُهنّ، وتعلوهنّ حُرة. والغبس: كلاب صفر، يعلو صفرتهن سواد.
ومن المعنى الأول قول أبي هريرة: (لدَمُ عفراءَ في الأضاحي أحبُّ إلى من دم سوداوين) (?) . ويقال: ظباء عُفْرٌ: إذا لم تكن خالصة البياض، تشبه ألوانُها لونَ التراب.
قال أبو بكر: معناه: قد تركته وخلّفته. وكذلك: أغدرته. قال الله جل اسمه {مال هذا الكتاب لا يُغادِر صغيرةً ولا كبيرةً} (?) . وفي بعض المصاحف: (153) {لا يُغدرُ صغيرة ولا كبيرة} ، ومعناهما واحد. جاء في الحديث: (أن رسول الله ذكر قوماً غَزوا فقتلوا، فقال: ليتني غودرت مع أصحاب نُحْصِ الجبلِ) (?) . أي: ليتني تُركت معهم شهيداً. والنحص: أصل الجبل وسفحه.