وكذلك تخطىء العامة، فيقول الرجل منهم للرجل: أوعِدني موعداً أقف عليه. وهذا خطأ في كلام العرب، وذلك أنهم يقولون: قد وعدت (206) الرجل خيراً، وأوعدته شراً. فإذا لم يذكروا الخير قالوا: وعدته، فلم يدخلوا ألفاً، وإذا لم يذكروا الشر قالوا: أوعدته، ولم يسقطوا الألف. قال الشاعر (207) :

(/ وإني وإنْ أَوعَدتُهُ أوَ وعدْتُهُ ... لأُخلفُ إيعادِي وأُنجِزُ موعدي) 172 / ب

وإذا ادخلوا الباء، لم يكن إلاّ في الشر، كقولهم: أوعدته بالضرب. ويقال: واعدت فلاناً أواعده مُواعدة: إذا وعدته ووعدني (208) ، لأن سبيل: فاعلت، أن يكون من اثنين، كقولك: شاركت الرجل، وقاتلته، وبايعته. وقد يكون لواحد، كقولك: عاقبت اللص، وطارقت النعل، وقاتل الله الكافر، معناه: قتله الله. قال (137) الله تعالى: {وإذ وَعَدْنا موسى} (209) [وقرأ] جماعة من القراء: {واعَدنا موسى} . فالذين قرأوا: {وَعَدْنا} ، قالوا: الفعل لله عز وجل. والذين قرأوا: {واعَدْنا} ، قالوا: الفعل من اثنين، من الله عز وجل ومن موسى.

641 - وقولهم: قد درس الرجلُ القرآن

(210)

قال أبو بكر: معناه: قد راضه، وذلَل لسانه به (211) . والدرس، معناه في كلامهم: الرياضة والتذليل. يقال: طريق مدروس: إذا كثر مشي الناس فيه، حتى ذلّلوه وأثّروا فيه.

ويقال للطريق في الثلج: درس. قال الراجز (212) :

طور بواسطة نورين ميديا © 2015