(196)
قال أبو بكر: العامة تخطىء في معنى بشرت، فيذهبون إلى أنه لا يكون إلاّ في السرور والفرح. والعرب تقول: بَشَرْت فلاناً بالخير، وبَشَرْته بالشر. قال الله عز وعلا: {وبشِّر الذين كفروا بعذاب أليمٍ} (197) . ويقال: قد بَشَرت الرجل أَبْشُرُه بَشْراً: إذا سررته وأفرحته. قال عبد الله بن مسعود: (مَن أحبَّ القرآنَ فليَبْشَر) (198) . معناه: فليسر وليفرح. وأنشد الفراء:
(بَشَرْتُ عيالي إذ رأيتُ صحيفةً ... أَتَتْكَ من الحجّاج يُتلى كتابُها) (199)
معناه: سررت عيالي وفرّحتهم (200) . ويقال: أَبْشَرْتُ الرجل أُبَشِرُهُ إبشاراً: (136) إذا أخبرته بالشيء، قرأ حُميْد (201) : {إنّ الله يُبَشِرُكَ بكلمةٍ مِنْهُ} (202) .
ويقال: قد استبشر الرجل بالأمر، وأَبْشَرَ به، وبَشَرَ به، يبشُرُ: بمعنىً. قال عبد قيس بن خفاف البرجمي (203) :
(وإذا رأيت الباهشينَ إلى الندى ... غُبْراً أَكُفُّهُمُ بقاعٍ مُمْحِلِ)
(فأَعِنْهُمُ وابشِر بما بشروا به ... وإذا هُمُ نزلوا بضَنْكٍ فانزلِ)
معناه: واستبشر بما استبشروا به. والبِشْر الفرح والسرور. وقرأ بعض القراء: (204) : {وهو الذي يُرسِل الرياح بِشْراً بين يَدي رحمتِهِ} (205) : يريد: سروراً وفرحاً.