ويقال: سميت الكوفة: كوفة، لأنها قطعة من البلاد. من قول العرب: قد أعطيت فلاناً كيفه، أي: قطْعة. ويقال: كفت أكيف كيفاً: إذا قطعت.
فالكوفة (?) " فعلة " من هذا، والأصل فيها: كُيْفَة، فلمّا سكنت " الياء " وانضم ما قبلها جعلت " واواً ".
وقال قطرب (?) : يقال: القوم في كوفان، أي: محدقون في أمر جمعهم.
وهيت (?) : سميت: هيت، لأنها في هُوَّة من الأرض. والأصل فيها: 167 / أ / هِوْت، على مثال: فِعْل، فصارت الواو ياءً، لانكسار ما قبلها. أنشد أبو عبيدة:
(إنّكَ لو غَطَّيْتَ أرجاءَ هُوَّةٍ ... مُغَمَّسةٍ لا يُستبانُ تُرابُها)
(بثوبِكَ في الظلماءِ ثم دعوتني ... لجئتُ إليها سادِراً لا أهابُها) (?)
واليَمامَة (?) : " فَعالَة " من " اليمم "، واليمم: طائر. (115)
ويجوز أن تكون اليمامة: " فَعالة " من: يّممت الشيء: إذا تعمّدته. يقال: أممت الشيء، مُخَفَّف، ويممته وتيممته: إذا تعمّدته. قال الله تعالى: {ولا آمينَ البيتَ الحرامَ} (?) ، وقال الشاعر:
(إني كذاكَ إذا ما ساءني بلَدٌ ... يمَّمْتُ صَدْرَ بعيري غيرَهُ بلدا) (?)
وقال الآخر:
(وفي الأظعان آنسةٌ لعوبٌ ... تيَمَّمَ أهلُها بلداً فساروا) (?)
معناه: تعمد أهلها.
ويجوز أن تكون اليمامة: " فعالة " من " الأمام ". تقول: زيد أمامك، أي: قُدّامك، فأبدلت " الياء " من " الهمزة "، وأدخلت " الهاء "، لأن العرب تقول: أمام،