(371)
قال أبو بكر: فيه قولان:
أحدهما: أن يكون الشاذب: المُهْمَل المطَّرَح الذي لا خير فيه. أُخِذَ من شَذَبِ النخلة، وهو ما يُلقى عنها من السعف والليف. قال الشاعر (372) :
(إذا حُطَّ عنها الرَّحْلُ ألْقَتْ برأسها ... إلى شَذَبِ العيدانِ أو صَفَنَتْ تمري)
معنى: صفنت: قامت على ثلاث. قال الأعشى (373) :
(وكلّ كُمَيْتٍ كجِذْعِ السَّحوقِ ... يَزينُ الفِناءَ إذا ما صَفَنْ)
يريد: إذا ما قام على ثلاث. وقال الآخر (374) :
(تظلّ جيادُهُ نوحاً عليه ... مُقلَّدَةً أَعِنَّتها صُفُونا) ومعنى تمرى: تستخرج.
والقول الآخر: أن يكون الشاذب: العاري من الخير. من قول (375) العرب: قد شَذَّبْتُ النخلة أُشَذِّبُها تشذيباً: إذا ألقيت عنها كرانيفها، وعرَّيتها منها. قال الشاعر (376) :
(أما إذا استَقْبَلْتَهُ فكأنَّهُ ... في العينِ جِذْعٌ من أُوالَ مُشَذَّبُ) (107)
(377)
قال أبو بكر: القرية معناها في كلام العرب: الموضع الذي يجتمع الناس