العينَ لحقها مثل ما يلحق الشارب إذا سَكِرَ.
وقال الفراء (?) : معناه: حُبِسَت ومُنِعَت من النظر. وقال: العرب تقول: قد سَكَرَت الريح تسكر: إذا سَكَنَتْ وركَدَتْ.
قال أبو بكر: الفنيخ معناه في كلام العرب: المقهور المغلوب. يقال: قد فَنَخَ فلانٌ فلاناً: إذا غَلَبَهُ وقَهَرَهُ. قال الراجز (?) :
(لَعَلِمَ الجهّالُ أني مِفْنَخُ ... )
(لِهَامِهِم أرضُّها وأَنْقَخُ ... )
قال أبو بكر: معناه: يعدل عنه، ويرجع، ويخفي رجوعه.
قال الفراء (?) : لا يقال للذي يرجع: راغ يروغ، إلا أن يكون مخفياً لرجوعه. فلا يجوز أن يقال للراجع من الحج: قد راغ. فإن كان رجل قد قدم من سفر، مُخْفِياً لرجوعه منه، جاز أن يقال له: راغ يروغ. قال الله عز وجل: {فراغَ عليهم ضَرْباً باليمينِ} (?) معناه: رجع عليهم يضربهم مخفياً لرجوعه. ومعنى باليمين. يمينه التي كان حلف عليها في قوله: / {وتالله لأَكِيدَنَّ أصنامَكُم بعد أنْ 161 / ب تُوَلوا مدبرينَ} (?) .