بجناحيه} (?) ، والطيران لا يكون إلا بالجناح. واحتج بقول (?) عدي بن زيد (?) :
(وَجَعَل (?) الشمسَ مِصراً لإخفاءَ به ... بين النهارِ وبينَ الليلِ قد فَصلا)
أراد: بين النهار والليل، فأدخل (بين) على جهة التوكيد.
وقال أبو العباس في قوله: {ولا طائرٌ يطيرُ بجناحَيْه} ليس " يطير بجناحيه " توكيداً، ولكنه دخل لأن الطيران يكون بالجناحين ويكون بالرجلين، فطيران الطائر من البهائم بجناحيه، ومن الناس برجليه. ألا ترى أنك تقول: زيد طائر في حاجته، معناه: مسرع برجليه.
وسمعت أبا العباس أيضاً (?) يقول: إنما جمع بين الرحمن والرحيم، لأن الرحمن عبراني، فجاء معه بالرحيم العربي. وأنشد لجرير (?) يهجو الأخطل:
(لن تدركوا المجدَ أو تشروا عباءَكم (?)
بالخزِ أو تجعلوا الينبوتَ ضَمرانا)
(أو تتركون إلى القِسّينِ هجرتكم ... ومسحكم صُلبهم رَحمان قربانا)
(?) (154)
قال أبو بكر: معناه: أجاب الله مَنْ حَمِدَهُ، والله سامع على كل حال. وكذلك: سمع الله دعاءك، معناه: أجاب الله دعاءك. وأنشدنا أبو العباس عن ابن الأعرابي: