(55)
قال أبو بكر: فيه قولان:
أحدهما: أن يكون استشاط. احتدَّ وتحرَّق. من قول العرب: ناقة مِشْياط: إذا طار (?) فيها السِّمنُ.
والقول الآخر: أن يكون معنى: استشاط: احتَدَّ، وأشرف على الهلاك. من قول العرب: قد شاط الرجل يشيط: إذا هلك. قال الأعشى (?) :
(قد نطعنُ العيرَ في مكنونِ فائِلِهِ ... وقد يشيطُ على أرماحِنا البَطَلُ)
قال أبو بكر: قال الفراء (?) : " بلى " تكون جواباً للكلام الذي فيه الجَحْد، فإذا قال الرجل للرجل: ألستَ تقومُ؟ قال: بلى. و " نعم " تقع جواباً للكلام الذي لا جَحْدَ فيه. فإذا قال الرجل للرجل: هل تقوم؟ قال: نعم. قال الله تبارك وتعالى: {أَلَمْ يأتِكم نذيرٌ قالوا بلى} (?) وقال جل وعز: {ألستُ برَبِّكم قالوا بلى} (?) . وقال في نعم: {فهل وجدتم ما وَعَدَ ربُّكم حقّاً قالوا نعم} (?)
وإنما صارت " بلى " تتصل بالجحد، لأنها رجوع عن الجحد إلى التحقيق، (56) فهي بمنزلة " بل " (?) . و " بل " سبيلها أن تأتي بعد الجحد، كقولهم: ما قام