فخطبها إلى أبيها، وحكمّه في مهرها، وسأله تعجيلها. فلمّا عزم، قالت أُمُّها لتُبّاعِها: إنّ لنا عند الملامسة رَشْحَةً فيها هنةٌ، فإذا أردتن إدخالَها على زوجها، فطيَّبْنَها بما في أصدافها. فلما كان الوقت، أعجلهُنَ زوجها، فأَغْفَلْنَ تطييبها. فلمّا أصبح قيل له: كيف رأيت طروقَتَك (?) البارحة؟ فقال: ما رأيت كالليلة قطُّ، لولا 139 / ب ريحةٌ (?) أنكرتُها. فسمعت / كلامه فقالت: لَنْ تَعْدَمَ الحسناءُ ذاماً. فأَرْسَلَتْها مَثَلاً.
قال أبو بكر: معناه: ليس له لذَّة، ولا منزلة في القلب. قال الشاعر (?) :
(وأغتبِقُ الماءَ القَراحَ وأَجتزي ... إذا الزادُ أمسى للمُزَلَّجِ ذا طَعْمِ)
معناه: ذا منزلة من القلب. والمزج: البخيل. قال الشاعر (?) :
(ألا مَنْ لنفسٍ لا تموتُ فينقضي ... شقاها ولا تحيا حياةً لها طَعْمُ)
معناه: لها حلاوة ومنزلة من القلب. (7)
قال أبو بكر: [معناه] : اعلموا ذلك وتيقنوه واسمعوه. يقال قد أذن الرجل يأذن إذْناً: إذا سمع وعلم، وقد آذنته للصلاة: إذا أعلمته حضورَها. قال الله تعالى ذكره: {فأْذَنوا بحرب من الله. ورسوله} (?) معناه: فاعْلَموا (?) ذلك
" في فصل المقال: 44: لها]